قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن الوضع الوبائي في المغرب يدعو للقلق سواء على المستوى الصحي أو المجتمعي. وأوضح حمضي الذي استضافته قناة "ميدي 1 تيفي"، أمس الجمعة، أن العديد من المؤشرات لا تدعو إلى التفاؤل، وفي مقدمتها ارتفاع أعداد الإصابات اليومية بفيروس "كورونا".
وسجل أن المغرب انتقل من وضع وبائي يتسم بانخفاض عدد المصابين بفيروس كورونا" بحوالي 40 إلى 60 حالة إصابة يومية إلى الألف ونيف من الإصابات كل يوم. واعتبر حمضي أن تطور معدل ارتفاع الوباء وارتفاع الحالات الإيجابية المكتشفة، ينذر بوقوع كارثة صحية وسقوط المزيد من الضحايا، بالنظر إلى انتقال الوضع من حالة واحدة في كل مائتي حالة إلى حالة واحدة من كل 20 حالة. وأبرز حمضي أن ارتفاع عدد المتواجدين في أقسام الإنعاش، وارتفاع عدد الوفيات، يعتبر مؤشرا آخر يوضح مستوى خطورة الوضع الوبائي الذي وصلت إليه بلادنا. وأكد حمضي أن المنظومة الصحية لم تعد لها نفس القدرة على مسايرة واستيعاب المرضى، إلى جانب إصابة الطواقم الطبية نفسها بالمرض، الذي انتقل من حالة واحدة في اليوم، إلى 10 كل يوم في صفوفها، وهو تطور يدعو فعلا إلى القلق. وذكر حمضي أن المغرب اتخذ إجراءات استباقية وقوية في المرحلة الأولى من انتشار الفيروس، كما كان ملاحظا أن المواطنين التزموا بالإجراءات الاحترازية بادئ الأمر، وهو ما مكن من تحقيق نتائج لم تتحقق في دول متقدمة. وتابع بالقول "إلا أنه للأسف تخلى الكثير من المواطنين عن التزام بالإجراءات الاحترازية بعد رفع الحجر الصحي، وتهاون أغلبهم في الأخذ بالاحتياطات كارتداء الكمامات والتزام التباعد الجسدي، مما أدى إلى انتقال العدوى بسرعة كبيرة". وأكد حمضي على أهمية الحجر الصحي في كبح جماح الجائحة، مبرزا أن العديد من الدراسات والأبحاث أثبتت أن الحجر الصحي نظام فعال في الحد من انتشار الأوبئة، على اعتبار أنه إجراء للتحكم في عدد حالات الإصابات، وإعطاء فرصة للباحثين من أجل إيجاد لقاح مناسب للفيروس. وأشار نفس الباحث أن تطورات الوضعية الوبائية قد تفرض العودة إلى اعتماد الحجر الصحي، في حالة وصول الوضع مرحلة الانفلات كما حصل مثلا في لبنان، وذلك من أجل تجنيب البلاد كلفة غالية لا تستطيع تحملها.