عبر الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عن أسفه من توجه عدد من اللجان الإقليمية المعهود إليها البث والدراسة في وضعية بعض المقاولات والاستغلالات جراء تداعيات جائحة كورونا إلى الحلول السهلة وهي تسريح الأجراء. وأوضحت النقابة في بلاغ لها أن هذه اللجان تعمد إلى الحلقة الضعيفة وهي التضحية بالأجراء والإغلاق الجزئي أو الكلي للمقاولات، كان آخرها اللجنة الإقليمية بالحي الحسني بالدار البيضاء التي انعقدت برئاسة عامل عمالة الإقليم للنظر في الإشكال المطروح على مستوى مجموعة الخطوط الملكية المغربية، حيث طرحت إدارة الشركة تسريح 140 أجيرا.
وأكدت النقابة تشبثها بعدم المساس بمناصب الشغل، وعدم تسريح أي عامل بالشركة المذكورة، مضيفة أن إدارة الشركة خرقت المسطرة المتعلقة بالحوار الداخلي المنصوص على مقتضياته في مدونة الشغل، وخاصة ما يتعلق بلجنة المقاولة. ودعت النقابة إدارة الشركة إلى الاستجابة لمطلب فئة الطيارين بتنظيم الانتخابات الجزئية الخاصة بهم، والرجوع لطاولة الحوار بحضور ممثلي الفئات المعنية وخاصة منهم ممثلو الأجراء ولجنة المقاولة والممثلين النقابيين لإيجاد الحلول لهذه القضايا بشكل توافقي يرضي جميع الأطراف. وأشارت النقابة إلى أن اللجان الإقليمية يفترض أن تبحث في كيفية الحفاظ على الوضعية الاقتصادية بالإقليم وإيجاد الحلول للمقاولات المتضررة والبحث عن سبل النهوض بها، من أجل تجاوز هذه المرحلة الصعبة مع الحفاظ على مناصب الشغل. وأكدت النقابة أن ربابنة "لارام" يطرحون مقترحا عمليا يضمن عدم تسريح الإدارة ل 140 أجيرا، ويتجلى في تخفيض رواتب الطيارين إلى غاية نهاية أزمة الجائحة، بما يوفر لإدارة الخطوط الملكية المغربية القيمة التي تغطي تكلفة أجور كل أجراء المراد تسريحهم. وطالب الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إلى فتح الحوار الداخلي، واحترام المسطرة المنصوص على مقتضياتها في مدونة الشغل بشأن مدارسة الفصل لأسباب تكنولوجيا أو هيكلية أو اقتصادية وإغلاق المقاولات، داعيا الشركة إلى بذل مزيد من الجهود، من أجل البحث عن مصادر مالية تمكن من الوصول لحلول مناسبة، تغني عن اللجوء إلى الفصل. وحذرت النقابة في الأخير من استغلال اللجن الإقليمية لضرب الاستقرار الاجتماعي خلافا لتوجهات الدولة، وجعلها أداة لفصل وتسريح العمال والمستخدمين، باعتبارها الحلول السهلة للإشكالات المطروحة في هذا السياق.