اختار منظمو مهرجان الفيلم عبر الصحراء الذي انطلقت فعالياته أول أمس الخميس 8 نونبر بمدينة زاكورة، "الهجرة عبر الصحراء" موضوعا للدورة التاسعة لهذا المهرجان المنظم من طرف جمعية "زاكورة للفيلم عبر الصحراء". وشهدت الدورة تنظيم ندوة حول السينما والهجرة عبر الصحراء، وقف من خلالها باحثون ومهتمون بشؤون الهجرة على جملة من القضايا والصعوبات التي تعترض المهاجرين في حرية تنقلهم، وخاصة المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، كما ناقش المتدخلون مداخل إدماج المهاجرين بالمغرب، والضمانات التي تنص عليها الوثيقة الدستورية لحماية وإدماج المهاجرين، ومداخيل ضمان ولوج المهاجرين للحقوق الإقتصادية والاجتماعية، كما تطرق المحور الثاني من الندوة لموضوع "السينمائيين والهجرة عبر الصحراء"، من خلال رؤية السينمائيين المغاربة والأجانب من الهجرة عبر الصحراء. وتميزت الدورة بعرض مجموعة من الأفلام السينمائية التي لها علاقة بموضوع الصحراء، كما شكلت مناسبة لالتقاء ثلة من مبدعي الفن السابع من مخرجين وكتاب سيناريو، نقاد وممثلين، من المغرب وخارجه. وقال أحمد شهيد مدير المهرجان، أن دورة هذه السنة، تهدف إلى مد الجسور الضرورية من أجل الرقي بهذه التظاهرة كي تصبح مهرجانا دوليا فعليا بما يقتضي من انتقاء ومسابقة رسمية، ولجنة تحكيم وجوائز للأفلام، مما "سينعكس على نوعية البرمجة التي تظل في اعتبارنا أساس نجاح كل مهرجان"، وأوضح شهيد انه من الدورة الأولى إلى الدورة الحالية تطور المفهوم المحوري للملتقى "الفيلم عبر الصحراء" بتجاوز الإطار المرجعي المرتبط بالتيمة والجغرافيا، ليشمل مجموع الأفلام التي ترتبط بتخيل الصحراويين والتي يعتبرها أصحابها بأنها تمسهم وتجعلهم يحلمون وبأنها تهمهم ومن شأنها أن تترسخ في ذاكرتهم البصرية. وشكل الحفل الافتتاحي لحظة مهمة ضمن فقرات المهرجان الممتد على مدى أربعة أيام، بعرض شريط «تمثال الرمال»، وهو فيلم قصير (15 د) تم تصويره بالكامل بين واحات زاكورة وكثبانها، هذا الفيلم القصير، من إخراج عزيز خوادير، وسيناريو الحسين شاني وهو يحكي قصة شاب يعود إلى قريته بعد فشله في دراسة الطب بأوربا. ومن بين الأسماء الفنية والسينمائية المشاركة في هذه الدورة، عبد القادر مطاع، مليكة العماري، عبد الكريم برشيد، محمد بن ابراهيم، ثريا العلوي ونوفل براوي، إضافة الى أسماء من الجيل الجديد للمبدعين المغاربة كالممثل الكبير، سعيد باي، هشام الوالي، فرح الفاسي، ربيع القاطي، هشام بهلول، أمين الناجي، عمر لطفي و عبد الواحد مجاهد. أما ضيوف الدورة من خارج المغرب فهم على التوالي الممثل والمخرج الفرنسي لوران بوهنيك، والممثل الجزائري حسن قشاش والمخرج المصري عز الدين سعيد إضافة الى النجمة السورية الكبيرة لينا مراد. ومن بين أهم فقرات الدورة التاسعة، تنظيم مباراة السيناريو التي سيحظى فيها أصحاب المشاريع المنتقاة بتأطير من طرف أساتذة مختصين عبر الانترنت في مرحلة أولى٬ وفي مرحلة ثانية سيستفيدون من تأطير مباشر لإنهاء مشاريعهم٬ وذلك من خلال ورشة تقام أياما قبيل بداية الملتقى. وفضلا عن تقديم العروض داخل القاعة٬ عرفت الدورة التاسعة تنظيم ورشات تكوينية حول المهن السينمائية وتقنيات المجال السمعي البصري والقراءة الفيلمية٬ ينشطها مختصون في مجال الفن السابع، بالإضافة إلى عرض أفلاما من فرنسا والجزائر وتونس وتشاد وبلجيكا وألمانيا وهولندا والمكسيك.