هيمن الحضور القوي لحكومة القصر الممثلة من طرف مستشاري الملك محمد السادس على أنشطة الوفد الرسمي المرافق للملك في زيارته الخليجية التي وصلت إلى محطتها الثانية في الأردن. فقد أظهر التلفزيون الرسمي المغربي اجتماعا وزاريا على أعلى مستوى بين المسؤولين السعوديين ونظرائهم المغاربة، وبدا أن من يتصدر الإجتماع ويترأسه عن الجانب المغربي هم مستشارو الملك، عمر عزيمان، وفؤاد عالي الهمة، وزليخة نصري وياسر الزناكي. وباستثناء وزير الخارجية سعد الدين العثماني الذي جلس إلى جانب عزيمان الذي بدا أنه هو من كان يترأس الوفد المغربي فقد انزوى وزراء حكومة بنكيران أعضاء نفس الوفد على أطراف طاولة التفاوض، وهم بالإضافة العثماني، كل من عزيز أخنوش، وعزيز رباح، ونزار بركة، وحسين الوردي، وفؤاد الدويري. وفي إشارة دالة، أوردت التلفزة الرسمية في نشرتها المسائية ليوم الأربعاء 17 أكتوبر، تصريحا لعمر عزيمان يتحدث عن الاجتماع مع الوفد السعودي، قبل أن تنقل تصريحا مماثلا لرئيس الوفد السعودي وهو وزير في حكومة بلاده، بينما لم تمنح الكلمة لأي من المسؤولين الحكوميين المغاربة. وبدا هذا التمييز واضحا في وضع مستشاري الملك في مرتبة أولى من مرتبة الوزراء، أثناء السلام على الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، عندما تقدم المستشارون على باقي أعضاء الوفد بما فيهم الوزراء. وللتأكيد أكثر على أن حكومة القصر هي صاحبة هذه المبادرة، أدلى الطيب الفاسي الفهري، المستشار الذي كتبت بعض المواقع الرقمية أنه أقصي من تلك الزيارة، بتصريح مطول لإذاعة "ميدي 1" الرسمية، تناقلته عنها وسائل الإعلام من تلفزة ووكالة أنباء، يتحدث فيه بتفصل كناطق رسمي عن تلك الجولة وتداعياتها ورهاناتها الحالية والمستقبلية. للتذكير فقط فالمستشارون الملكيون يعتبرون موظفين لدى الملك، وليست لديهم أية صفة قانونية أو دستورية لرآسة وفود أو التحدث بإسمها خاصة إذا كان من يرأس تلك الوفود هو رئيس الدولة، وكانت تلك الوفود في مهمة رسمية تتحمل كلفتها الميزانية العمومية للدولة. وفي تناولها للموضوع، أوردت جريدة "التجديد" الناطقة بإسم حزب "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة،خبر الزيارة في عددها الصادر يوم الخميس 18 أكتوبر في صفحتها الثانية، استهلته بعبارة تكرس بوضوح أسبقية المستشارين على الوزراء عندما كتبت: "افتتح صباح أمس الأربعاء بجدة اجتماع مغربي سعودي موسع على مستوى المستشارين والوزراء..."