فوجئت جماعات غرب مدينة مراكش، وسكان مدينة تامنصورت ودواوير مجاورة، صباح يوم العيد، بانقطاع الماء الصالح للشرب. وبدأت عملية قطع المياه منذ يوم السبت، وكشفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة، بمراكش، أنَّ المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، قامَ بقطع هذه المادة الحيوية دونَ سابق إنذار. وقال بلاغ للهيأة الحقوقية توصل موقع “لكم” بنسخة منه، إنَّ الماء الصالح للشرب انقطع بجماعات غرب مراكش بسيد الزوين والوادية من طرف المكتب الوطني للكهرباء، معتبرًا ذلك، “إخلالا من طرف هذا الأخير بالعقد الذي يربطه بزبنائه من خلال قطع هذه المادة الحيوية بدون سابق إنذار بشكل دوري منذ سنوات خصوصا في فصل صيف وبحلول المناسبات لإجتماعية كآخر يوم برمضان ويوم عيد الفطر”. واستغربت الجمعية المغربية صمت السلطات المحلية والمنتخبين أمام ما وصفته ب”الخرق”، إذ تعاملت معه باللامبالاة وبالإستخفاف وعدم التدخل بشكل جدي لحل هذا المشكل في مدة زمنية قصيرة، وذكرت أنَّ ذلك “جاءَ تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة وتزامنه هذه السنة مع أزمة الحجر الصحي”. وحذرت الجمعية من كون غياب الماء أن يؤدي إلى كوارث ومأساة إنسانية، وذكرت أنها سبق وراسلت المسؤولين وأصدرت عدة تقارير وبلاغات بخصوص دورية قطع الماء الصالح للشرب على مجموعة من الأشطر والإقامات السكنية بتامنصورت وأزمة العطش التي تعاني منها الكثير من دواوير جماعة حربيل، وغياب خدمة ربط المنازل بالماء ونسبة ملوحته الشديدة، وتفويت خدمة تدبيره لجمعيات قالت الهيأة الحقوقية إنها “تفتقد للمهنية والوسائل التقنية لديمومة ضمان التزود به كحالة دوار القايد على سبيل المثال لا الحصر”. ورصدت الجمعية أيضًا إرتفاع سومة المياه التي تصل في كل من دواوير آيت بوشنت، دوار بوخريص و دوار لغشيوة لخمسة أضعاف الثمن المعمول به وطنيا، وقد سبق لفرع المنارة للجمعية أن حذر من الإستغلال الفاحش للفرشة المائية وتدمير جزء منها، بفعل الإستغلال البشع لمقالع الرمال والأحجار بالمجاري المائية بحربيل كحالة دوار المرادسة، وبكل من واد بوزمور والقصيب وواد نفيس بجماعة الوداية وتانسيفت. وحذرت الجمعية أهالي المنطقة من مغبة تجفيف مياه روافد الشرايين المائية لواد تانسيفت من طرف مقاولات تكسير وإستخراج الرمال، وإنتشار الضيعات المنتجة للفواكه الموسمية المستهلكة للماء بشكل مكثف خلال فترة تأجير الأراضي من أصحابها الأصليين بغاية الربح في أقل زمن ممكن. وطالبت الجمعية السلطات المحلية والولائية والجماعية والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالتدخل الفوري والعاجل وإنقاد أهالي كل من جماعة حربيل وتامنصورت وسيد الزوين والوقاية من العطش. وطالبت الجمعية بضرورة وقف وسحب كل الرخص لإستغلال مقالع الرمال والأحجار على مستوى واد تانسيفت وروافده، وحماية المخزون المائي وعقلنة إستعماله لصالح الساكنة، وتقنين طرق إستغلال الضيعات الفلاحية المعدة للإيجار والمتخصصة في إنتاج بعض أنواع الفواكه المستهلكة للماء بكثرة.