في تبريره لسحب ترشيحه لعضوية اللجنة التنفيذية، أعلى هيئة تقريرية داخل حزب "الإستقلال"، قال نزار بركة وزير الاقتصاد والمالية إنه انسحب ليبقى وفيا لمبادئه و"متشبثا بثوابت وقيم الحزب الراسخة". لكن الكل كان يعرف أن نزار لم يسحب ترشيح إلا بعدما تأكد له فوز حميد شباط بالأمانة العامة للحزب، وخسارة مرشح العائلة الفاسية التي ينتمي إليها نزار بالمصاهرة. اليوم نزار يوجد في فوهة بركان الأمين العام الجديد للحزب، حميد شباط، الذي انتقد وزير حزبه في وزارة المالية وللاقتصاد علانية في برنامج مباشر على قناة "ميدي 1 تيفي"، عندما تحدث عن تصريحاته بخصوص الزيادات في الأجور. ووصف هذه التصريحات ب "السلوكات" (كذا! وكأنه يتحدث عن تلميذ في الفصل وليس عن وزير في الحكومة!). قبل أن يضيف بنبرة صارمة بأنها يجب أن تنتهي مع القيادة الجديدة للحزب. أكثر من ذلك قال شباط إنه لايقبل أن يتقاسم حزبه رآسة وزارة مع حزب آخر حتى لو كان هذا الحزب حليفة في الإئتلاف الحكومي وقائد هذا الإئتلاف! ولأن شباط يعرف الوضعية المالية الصعبة التي يعرفها المغرب والتي ستحتم عليه مزيدا من التقشف مستقبلا فهو بحسه البراغماتي سيتخلى عن هذه الحقيبة لحليفة "العدالة والتنمية" حتى يتحمل هو وحده مسؤوليات اجراءات التقشف التي ستقدم عليها الحكومة، وفي نفس الوقت حتى ينهي مستقبل نزار البركة داخل الحكومة. وبذلك يكون شباط قد ضرب عصفورين بحجر. رمى بمسؤولية الإجراءات التقشفية في ملعب "العدالة والتنمية"، ورمى بأحد أنصار خصومه داخل الحزب خارج الحكومة. مستقبل نزار على رأس الحكومة بات شبه معروف ومحسوم مسبق. حسمه نزار نفسه ببيان سحب ترشيحه إلى الأمانة العامة للحزب، ووقع عليه شباط بتصريحاته العلانية التي تنتقد "سلوكات" وزيره. الكرة اليوم في ملعب وزير الاقتصاد والمالية ليعلن استقالته قبل أن يقال، وذلك "وفاء لمبادئه"، فمن عينه في الحكومة السابقة والحكومة الحالية هو صهره عباس الفاسي، وهذا الأخير أرسله شباط إلى التقاعد، وعلى نزار أن يحزم حقائبه قبل أن يرميها له شباط من النافذة وقد بدأ فعلا يرميه بالحجر، عفوا بالتصريحات...