التحولات الاجتماعية والاقتصادية، يقتضي موقفا واضحا لا لبس فيه، من كل حركة سياسية او إجتماعية ضد نواميس الحياة والفكر الانساني المتنور،بعيداعن أي إنغلاق أوتشدد والالتزام بالروح الاخلاقية العالية في التعامل والتحليل.مهما حاولنا مداهنتها أحيانا والخوف والتوجس منها احيانا اخرى،تبقى بمتابة مكابح وأحصنة تجر العربة نحو الخلف، حيث تدري اولا تدري، إنها تقيم ممارسات تكرس الرجعية والانغلاق بلبوس دينية ، وجب الحسم معها انطلاقا من مسؤولية اخلاقية، تتقتضي نوع من الشجاعة الادبية والسياسية والفكرية ، وأن نسمي الامور بمسمياتها ممن ماذا نخاف؟ منذ سيطرة الثورة الخمينية في الجمهورية الايرانية التي قامت على أنقاض الحزب الشيوعي الفارسي (تودا)، ووصولها إلى الحكم، في تجربة متفردة في العالم الاسلامي، بنظام تيوقراطي يحكم فيه رجال الدين بإسم الحق الاهي، لا مجال فيه للتعددية السياسية أو النقابات، هذا النضام الحديدي المنغلق والذي يحبس أنفاس المجتمع وفق مقاس ديني لاهوتي مذهبي، رافعا شعارات رنانة نصرة للمضلومين والمستضعفين وداعما لحقوق الفلسطينيين ومجاهرا بها وجعلها ورقة ضغط للمساومة في كل القضايا السياسية، اتبث بالملموس عجزه وشموليته كنضام سياسي جامد وغير قابل للتعايش مع الانضمة الديموقراطية التي تتصارع معه، وربما تخوض معه معركة وجود بعدما يئست من علاجه. خاض حروبا ساخنة وطاحنة لسنوات بدعم من بعض القوى الدولية المتاجرة في السلاح، والمماتلة له في الطبيعة القمعية، رغم إختلاف المرجعية والاديولوجيا السائدة في تلك الدول، في محاولة لتصدير الازمة الداخلية ثم حروبا في كل الجبهات مع الغرب، من خلال مواقفها المنحازة الى المعسكرالشرقي، وبرنامجها النووي الذي لا يَعرف أحد مداه من خلال تصريحات ومواقف معادية للغرب، وكدا تبنى ديموقراطية على مقاس النمودج الكوري الشمالي. يستمر الحصار على كل مضاهر الحياة الانسانية المتحضرة من فن وجمال وقيم، ووضع المجتمع في قالب واحد من حيث الشكل والموضوع، في إلغاء للهوية وللإبداع، وميل نحو النمطية والنسخ الممقوت في أسوأ صوره . هذا الفكر الذي نما كالفطر في مجتمع نخره الفساد الاداري والضلم المجتمعي، ووجد أرضية خصبة للتعشيش في القعول المتوهمة والمتخلفة ، حتى في العقول الفارغة لبعض المتعلمين او حتى مسؤولين في أجهزة الدولة وتلك هي الطامة الكبرى، ستدفعنا بالضرورة الى طرح السؤال الجوهري والمؤرق واستنادا الى قولة لأستاذ وعالم الاجتماع المغربي جسوس"، والذي قال ذات يوم، هل إننا نُدرّس أبنائنا "الجهل" .؟ بالفعل لا احد عاقل يوافق على هذا الهراء وهذا التيه وهذا الضياع الذي تعيش فيه زمرة من الموريدين والموحدين لشيخ الطريقة، ذات المرجعية الوهمية، التي تبحت في كتب "التبخيرة" وأهوال القبور متناسين أهوال من هم فوق ألارض أولا،عبر طريقة أقرب الى السحر والذجل لتغيير واقع مادي ملموس، تتشكل خيوطه يوميا في ردهات مؤسسات المخزن وكوادره المعدة لها الغرض، بينما شيخهم الثقي الورع شكلا ورياءا والخائف المناور جوهرا وحقا، له مقاييسه في تحديد المواقف تختلف كليا عن المتعارف عليه واقعيا ومنطقيا.لذا فليقل لنا هؤلاء الحالمون المختبؤون وراء لحاهم، المُحاورون في وقت الضعف والمتجبرون عند المقدرة . أي موقف إنساني وتاريخي يحسب لهم؟ غير الغذر في وقت الشدة، وهذه صفةلا تمت للحق والعدل بصلة، بعد ان ان صدّق الشباب اقوالهم وتدفؤوا بحضورهم الكمي في العشرين من فبراير، رغم شعاراتهم التي تثير القلق والتوتر في غير مناسبة ، إنه الغذر والجبن أن يقدم هؤلاء او ينسحبوا بأمر من الشيخ في انضباط تام يلغي وجودهم الكمي، في احتقار تام لعقول الموريدين والانصار. قدّم بعض الشباب أرواحهم من أجل أن يسمع صوتهم، وبعد ذلك تعرض المناضلون الصامدون رغم كيد الكائدين للسجن والملاحقات ، بينما حليمة عادت الى عادتها القديمة ، الى بياتها الشتوي ربما في انتضار واقعة "منام" جديدة لتنزيل قومة موعودة في 2016 هذه المرة، مهندسون وأطباء وربما منجمون كلهم في فلك يسبحون، إننا فعلا نَدْرُس الجهل . إنها دكتاتورية الوهم المنتشرة في بقاع الارض شرقها وغربها تنشر الرعب، لكنها تبقى بلا مخالب بسبب قوة الفكر العلمي المتنور الذي يسخر من وجودها ويجعلها مثار تهكم وفزاعة يستعملها في قضاء مآربه على حساب جهلنا الممقوت. ذلك الخطاب الديني المدغدغ للعواطف والمجيش للوجدان الانساني المسلم، والمؤمن والمصدق لقول الحق صاحب البيان والتبيين، والخُطَب العصماء، زعيم حزب الله "حسن نصر الله" الموالي للنضام الدموي الايراني! ناصر فلسطين والمحارب لليهود! والذي اكتسب بسبب عذائه لاسرائيل قلوب الملايين من العرب والمسلمين، تحول بسبب نزعة طائفية مقيتة من جهة ، وبسبب التمويل والتوجيه الايراني من جهة ثانية الى أكثر من إسرائيلي، حيث أباح الدم وناصر الضلم، وهو (الثقي الورع )وأحد رجال الدين الشيعة الكبار،في إلغاء تام لكم قيم التسامح والتصالح والدعوة إلى الاخوة التي هي أساس الدين وفلسفته، حيت يقول الحديت النبوي الشريف "لن يسلم المرء حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ولو تأملنا في مضمون الحديث لوجدنا أننا أبعد ما يكون عن هدا الدين ورسالته، إذ لاأحد يمتثل أو يثير على نفسه لأخيه، في الواقع صراع حقيقي لا رأفة فيه ولا رحمة، سوى سياسة الكدب والخداع بإسم الدين . يقولون ما لايفعلون على من يضحكون؟ لا يصوغ باي حال من الاحوال ان نصدق الكدب او أن نعمى عن الحقيقة التي تبين أن الفكر الديني أذاة للتربية على الانفصام والكدب والنفاق في الواقع، أما في الوهم والخيال فحدّث ولا حرج، سأعطي مثلا بسيطا حول هذا الذي أدعيه وهو/ أن يُدَرّس الطلاب أن الكدب والسرقة والغذر ووو.. حرام، وفي نفس الوقت استاذه يكدب وأبوه كدلك يشهد االزور بدعوى مرونة الدين ويسره وأن باب التوبة مفتوح /يا سلام ، ونفس الشئ مع خطب الجمعة منذ زمن الفتح الاسلامي لا تسرقوا لا تفسقوا لا تتحرقوا ومع دلك لا شئ نفع مما يأكد أن في شئ غلط نحاول جميعا فهمه . هو هذا ألانفصام المرضي الذي نتمنى الشفاء منه! إن ألاديولوجيا تسمو على الفكرالديني وتحتويه في واقع الحال بلا نفاق ولا مواربة، لقد سقط القناع عن القناع، حيت اصبحنا نصارع بعض العقول المتحجرة كقوى الردة، بعدما كنا الى اجل قريب نختلف معها لكن الزمن كفيل بان يوضح الحقيقة.