أعتبر شخصيا بأن الكتابة فعل وجودي ، قد يمارس في أبهى صوره وأكثرها جمالا ونفاذا وعمقا بعيدا عن ضجيج صراع المواقع الذي ابتلي به الكثير من الفاعلين وأشباه الفاعلين الذين يملأون الساحة صراخا وضجيجا يصم الآذان أكثر من أي رهانات مجتمعية أخرى , لذلك أنزوي في محرابي الخاص وأمارس تفاعلي مع الأحداث والحياة عموما سواء بشكل تحليلي أو إبداعي أحيانا مستثمرة التكنولوجيا الحديثة كأحد وسائل التواصل الأكثر فاعلية وتفاعلا ومكتفية بذلك لأنني أمارس عشق الكتابة لذاته لا لغايات أخرى أربا بنفسي الانخراط في متاهاتها ,,,, لا شك أن موقفا كهذا ليس فرديا ولكنه ملاذ العديد من الكتاب والمبدعين الذين لا يركبون صهوة الحزب أو أية مطية مشابهة للتموقع في المجال الثقافي ،علما بأن هذا الأخير كان يضفي بظلاله على هيئات الكتاب وحقل الثقافة عموما ويفرض تجاذباته العنيفة هنا والآن بشكل يخنق الإبداع ويرديه صريع النزاعات الفئوية والشخصية وما إلى ذلك من المعارك الجانبية التي لا تخدم قيم الإبداع والجمال ولا القضايا المجتمعية والثقافية الكبرى التي من المفروض أن تكون قطب التدافعات ما بين أبناء الوطن الواحد خدمة للمصلحة العليا أولا و أخيرا . عاش اتحاد كتاب المغرب خلال العشرية الأخيرة على إيقاع تطاحنات لا تشرف الكاتب المغربي الذي عرف ولا زال بتميزه وعمقه الفكري وها هو الاتحاد ينفض عن نفسه غبار السنوات الجعاف بتغييرات في شكله ومضمونه يبدو أنها تراهن على تجديد استراتيجيته وسبل عمله خدمة للثقافة والمثقفين ،كا جاء في تصريحات عدد من مسؤوليه الجدد و يبقى الفعل الملموس دليل المصداقية وحسن النوايا , مشروع الرابطة النسائية و الخصوصية النسائية ؟ على هامش هذا المخاض الجديد ، تم الإعلان عن قرب ميلاد رابطة نسائية تركب موجة الخصوصية النسائية وتتهم زملاءها الذكور بتهميش الأقلام النسائية وإقصاءها ووو علما أن عددا من عضوات لجنتها التحضيرية كن في الأجهزية التقريرية لعقود طويلة عريضة ومنهن من عايش الاتحاد في كل محطاته ,,,واستفدن من نفس الريع الذي قد يستفيد منه نظراؤهن الذكور وبالتالي إن كان هناك من تهميش لما هو نسوي فهؤلاء المسؤولات سابقا يتحملن أيضا نصيبهن من هذا الوزر فالمناصفة لا ترتبط بالامتيازات فقط . علما أن التهميش طال الثقافة أصلا وذلك من خلال تقزيم مؤسسة بهذا الحجم وتحويلها لمجرد وكالة أسفار يتنازع مسؤولوها ومسؤولاتها السفريات الداخلية والخارجية وما يرافقها من استفادات شخصية تنم عن ضعف الوازع الوطني العميق , وحتى الوازع الإبداعي الذي من المفروض أن يهذب أخلاق المبدع ويجعله يترفع عن مقايضة كتاباته بمكاسب جد صغيرة سوف تلجم قلمه ولسانه وتحوله لمجرد بوق أو "نكافة " لأصحاب العطاءات المادية منها أو المعنوية ......... وبئس المصير , والسؤال الجوهري الذي أوجهه لعضوات اللجنة التحضيرية : كيف تذكرن الخصوصية النسائية فقط على هامش مؤتمر الاتحاد ؟؟؟ لم لم يفعلن ذلك عقودا من قبل ومنهن من كانت تنظر بأن الأدب لا يعرف الجنس ولا تعترف بالخصوصية النسائية في الكتابة عندما كانت تتبوأ أحد مكاتب الاتحاد ؟؟؟ سؤال آخر : لما كانت ذكورية كتاب المغرب بهذه الحدة من البشاعة كيف تحملنها لعقود ؟؟؟ لم لم يثرن من قبل ويؤسسن رابطة نسائية تحتضن الجنس الوديع اللطيف الذي لا يمارس الإقصاء والتهميش والظلم كما يفترضن ؟؟؟ لا شك أن اختيار محطة المؤتمر هو اختيار يشي بنوايا غير معلنة ،قد تقول حقا بهدف باطل ذلك أن استثمار معطى الخصوصية النسائية للمزيد من التفتيت والتشويش لا يخدم أهداف الثقافة المغربية أصلا ,علما أن المكتب التنفيذي الجديد تتواجد فيها أربع كاتبات . وأضيف بكامل الصراحة والوضوح وأنا لست من أعضاء الاتحاد ولا تربطني بهم أية علاقة مباشرة بأن من عايش منظمة في ريعانها وازدهارها لعقود وينسحب منها فقط لأنه فقد منصبه وموقعه ،أشك في ولائه للثقافة أصلا وللقيم أصلا هناك من يلعب على حبل الوطنية ، فاجيبه بأن الوطنية الحقة تتجلى في خدمة قضايا الوطن من الموقع الذي نوجد فيه بكل تجرد وحيادية وبروح جماعية ،فيد الله تكون مع الجماعة لا مع من يتبنى النزعات الانفصالية عن المنظمات الأم وهي في أدق مراحلها و السعي إلى تشظية إرثها التاريخي والرمزي إما لصالح أجندات غير معلنة ,أو لأغراض شخصانية جدا وهنا البؤس الكبير , لقد كنت من بين أوائل المشتغلات نظريا على مفهوم النوع ، ويبدو لي بأن الدفاع عن هذا المبدأ الذي أصبحا مكسبا لا محيد عنه يتم ضمن الاختلاط ووفق قيم المناصفة والمساواة والمطالبة بتبوإ مكانة تقريرية مع الرجال لا ضدهم أو في موازاتهم . إن أي هيئة ترتكز على معطى الجنس وحده هي هيئة لا تتماشى وقيم المناصفة والانسجام اللازمة ما بين الجنسين من اجل قيم مشتركة يحددها الولاء للوطن وللإنسان وللحب والخير والجمال أولا وأخيرا , واضيف بأن مفهوم "الفكر النسائي " ليس مفهوما بيولوجيا ولا يرتبط أوتوماتيكيا بالجنس الأنثوي ، إذ أن هناك ذكور هم من أشرس المدافعين على حقوق النساء وأسوق هنا مثال سعيد السعدي ، وعددا من المناضلين البارزين أو الأقل بروزا الذين ما فتئوا يدافعون عن قضايا النساء باستماتة ولولاهم لما تحققت المكاسب التي نتفاخر بها الآن ونشكرهم لمساندتهم لقضايانا في أحلك المحطات ، ومن بينهم كتاب ومبدعون كانوا ضمن الاتحاد . وفي المقابل هناك نساء ضد النساء ، يعارضن مشاريع القوانين بصفاقة الأغبياء وقد تكون أيضا أكثرهن خطورة من تتاجر بقضايا النساء لأهداف جد شخصية ذلك أن لكل القضايا الساخنة تجارها وتاجراتها وخسئا لمن يحول آلام شعب مقهور بنسائه ورجاله لمجرد سجل تجاري يضمن مآربه الشخصية جدا جدا , سسيولوجية ومناضلة نسائية