أودى فيروس كورونا المستجد بحياة أكثر من ربع مليون شخص حول العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، ويرى خبراء أنه سيواصل حصد الوفيات خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من انحسار ظاهر للوباء يحفز عددا من الدول على تخفيف القيود المفروضة على السكان. وسجلت حتى الآن 250203 وفيات في العالم بسبب فيروس كورونا المستجد منذ ظهوره في الصين في كانون الأول/ديسمبر، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية في الدول. وبين الوفيات 145023 في أوروبا، القارة الأكثر تأثرا بالفيروس. وبلغ عدد الإصابات في العالم 3,570093.
وتراجع عدد الوفيات اليومية في الأيام الأخيرة في أوروبا بشكل ملحوظ، ما دفع السلطات الى رفع بعض القيود. لكنها أبقت الزامية التباعد الاجتماعي وفرضت تدابير جديدة مثل الارتداء الإلزامي للقناع في وسائل النقل العام أو المتاجر والأماكن العامة، تفادياً لموجة إصابات جديدة. وأحصت روسيا الثلاثاء عددا قياسيا جديدا تجاوز عشرة آلاف إصابة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة لليوم الثالث على التوالي، ما يعكس أسرع انتشار للوباء في أوروبا. في الولاياتالمتحدة، قررت بعض الولايات رفع إجراءات العزل. وسُجل في الولاياتالمتحدة أكبر عدد وفيات في العالم (68689) حتى الآن، ويتوقع أن تتجاوز الوفيات مئة ألف في حزيران/يونيو، بحسب العديد من النماذج الوبائية. وبين هذه النماذج معهد القياسات الصحية والتقييم، وهو أحد النماذج الأكبر في العالم، وقد راجع الاثنين توقعاته حول تطور الوباء، مقدرا حصول 135 ألف وفاة بالوباء في البلاد بحلول الرابع من آب/أغسطس، وليس 72 ألفاً كما ذكر سابقاً، وذلك بسبب إجراءات رفع العزل السابقة لأوانها في بعض المناطق في الولاياتالمتحدة. “فرصتنا الفضلى” وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد إن بلاده ستخسر “75 ألفاً، 80 ألفاً، أو مئة ألف شخص”. ورأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من جهتها، أن اكتشاف لقاح سيشكل “فرصتنا الجماعية الفضلى لهزم الفيروس”. وقالت دير لاين التي نظمت مؤتمراً لجمع التبرعات لهذا الغرض “علينا تطويره، وإنتاجه، ونشره في كل أنحاء العالم، بأسعار معقولة”. وجمع التيليتون العالمي الخاص بالتبرعات مبلغاً قدره 7,4 مليارات يورو بهدف تمويل مشاريع الأبحاث عن لقاح. وتؤيد منظمة الصحة العالمية رأي دير لاين لجهة أن الطريقة الوحيدة لوضع حدّ للوباء تكمن في التوصل الى لقاح أو علاج. ويجري العمل حول العالم على مئات مشاريع اللقاحات التي تهدف الى وقف وباء أجبر المليارات على البقاء محجورين في منازلهم لأسابيع عديدة وتسبب بشلّ الاقتصاد العالمي. ودخلت حوالى عشرة لقاحات مرحلة الاختبار السريري، وفق “مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة”. في انتظار ذلك، تعود الحياة تدريجاً حول العالم إلى طبيعتها. وتبدأ كاليفورنيا، أول ولاية أميركية أقرت عزلاً عاماً، بتخفيف بعض التدابير نهاية الأسبوع، كما أعلن حاكمها غافن نيوسوم. وقال نيوسوم “ملايين من أبناء كاليفورنيا احترموا قواعد العزل، وبفضلهم، بتنا قادرين على الانتقال للمرحلة الثانية”. ويتعرض هذا الحاكم الديموقراطي لضغط متزايد لرفع العزل وإعادة تنشيط اقتصاد ولايته، الخامس في العالم من حيث إجمالي الناتج المحلي. وتتكرّر المعضلة نفسها في كل أنحاء العالم، بين الحذر من الناحية الصحية وضرورة إعادة الحركة الاقتصادية. بين الفئات الأكثر تأثرا في الولاياتالمتحدة، العمال الهايتيون في مجال تربية الدواجن، وهي يد عاملة رخيصة لكن حيوية في بلد يخشى النقص في اللحوم. وقالت تينا (27 عاماً) العاملة في مصنع للحوم الدواجن في جورج تاون في ديلاوير لوكالة فرانس برس “كل يوم، أدعو الله ألا يحصل لي شيء”، مضيفةً “أريد البقاء في بيتي مع أولادي الثلاثة، لكن لا خيار أمامي، الفواتير تنهال عليّ يميناً ويساراً”. احتياطات ووسط احتياطات هائلة، خفف نحو 15 بلداً أوروبياً الاثنين بعض تدابير العزل. وفتحت الحدائق في إيطاليا، وأماكن العبادة والمتاحف في ألمانيا، وتشكلت صفوف طويلة أمام صالونات تصفيف الشعر. وقال ألكسيس بروتوباباس في أثينا مسروراً “كنت أنتظر بفارغ الصبر إمكانية الخروج واستعادة حياة اجتماعية، وتشذيب لحيتي حتى لا أشبه الدب بعد اليوم”. وخففت القيود على الحركة في البرتغال وصربيا وبلجيكا والنمسا وتركيا وإسرائيل ونيجيريا وتونس ولبنان وسوريا ودول أخرى، لكن بشكل محدود. في لاغوس، قال سائق الحافلة غانيو أيينلا بسرور “قطعنا شهراً من الجوع والعناء. الآن سأكسب المال من جديد وأطعم عائلتي”. وتختلف الأمور في مناطق أخرى من العالم، فقد أرجئ فتح المتاجر في مونتريال لأسبوع، نظراً للعدد القليل جداً من الأسرة المتوافرة في المستشفيات، وخطر أن يتسبب رفع العزل بارتفاع في عدد الحالات التي يتوجب نقلها إلى المستشفى. في جزيرة مايوت الفرنسية في المحيط الهندي، أرجئ رفع العزل الذي كان مقرراً في 11 ماي، لأن “الفيروس يتحرك بحرية”، كما أكد رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب. في اليابان، أعلن رئيس الوزراء الياباني الاثنين تمديد حال الطوارىء حتى 31 ماي. في كوريا الجنوبية، يبدا موسم البايسبول الثلاثاء مع خمس مباريات تمهد لعودة مرتقبة بشدة للأنشطة الرياضية في بلد كان قبل أشهر أحد أبرز بؤر فيروس كورونا المستجد. وفرضت على اللاعبين تدابير مشددة مثل ارتداء الكمامة إلا على أرض الملعب وعلى مقاعد البدلاء. وعلى جميع اللاعبين أخذ حرارة جسمهم قبل المباراة. كما منع الاتحاد السلام باليدين أو البصق. وأعلنت هونغ كونغ الثلاثاء خطة لتخفيف غالبية اجراءات التباعد الاجتماعي تشمل إعادة فتح المدارس وصالات السينما والحانات وصالونات التجميل بعدما تمكنت المدينة الى حد كبير من وقف انتشار فيروس كورونا المستجد. في هذا الوقت، تستمر الأرقام الاقتصادية بالتراكم. فقد اعلنت الحكومة الاسترالية الثلاثاء أن اقتصادها يخسر كل أسبوع أربعة مليارات دولار استرالي بسبب التدابير الاحترازية التي ادت الى خسارة عشرات ملايين الأشخاص وظائفهم. وأعلنت شركة توتال الفرنسية للمشتقات النفطية أن ارباحها تراجعت بنسبة 99 في المئة في الفصل الأول من السنة. وأحصت إسبانيا 282 ألفاً و891 عاطلا إضافيا من العمل في ابريل، معظمهم في قطاع السياحة، بعدما سجلت 300 ألف فيمارس، كما أعلنت وزارة العمل الثلاثاء.