أعلن خبراء مختصون بمكافحة الأمراض في تايوان، سيطرتهم على انتشار فيروس كورونا في البلاد، لكنهم أبدوا مخاوف من موجة ثانية لانتشاره بشكل واسع بحلول الخريف أو الشتاء المقبلين. وفي هذا الإطار، أدلى مسؤولون لدى مركز تايوان لمكافحة الأمراض (CDC)، بتصريحات خاصة للأناضول، حول خارطة الطريق التي اتبعوها للسيطرة على الفيروس، وطبيعة مخاوفهم من تجدد انتشارها لاحقاً.
وأفاد مسؤولو المركز، أن تايوان التي تبعد مسافة ساعتي طيران عن الصين، كثفت من استعداداتها لمواجهة الأوبئة واتخاذ الخطوات الاستباقية ضدها، منذ ظهور وباء متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس)، في الصين عام 2003. وأضاف المركز أنه عقب ظهور كورونا بمدينة ووهان الصينية أواخر العام 2019، تابعت سلطات تايوان عن كثب التطورات المتعلقة به، وسجّلت في 20 يناير 2020، أول إصابة بالفيروس الذي كان يوصف في البداية ب “الالتهاب الرئوي الغامض”. وعقب تسجيل أول إصابة في البلاد، شرع المركز التايواني بتأسيس مركز إدارة الوباء المركزي (CECC)، تم من خلاله تنسيق وإدارة جهود وخطوات مؤسسات ووزارات الدولة، لمكافحة الفيروس. وفي الخامس من فبراير، أغلقت تايوان حددودها أمام القادمين من البر الرئيسي الصيني، وإقليمي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين في الصين، تبعه فرض الحجر المنزلي مدة 14 يوماً، لجميع القادمين إلى البلاد. وفي 27 فبراير 2020، رفع مركز إدارة الوباء في تايوان، حالة التأهب في البلاد، معتبراً كورونا مسألة تتعلق ب “الأمن القومي”، ليبدأ بعده تعزيز التدابير لمنع انتشار الفيروس، مثل وضع خطة لإدارة الحركة الجماعية للأشخاص، وتأمين المعدات والمستلزمات الطبية، وإجراء الفحوصات على جميع القادمين من خارج البلاد. وأشار المركز، أنه في الوقت الذي كان يُتوقع فيه أن تتأثر تايوان بشكل أكبر من الفيروس، لقربها الجغرافي من الصين ولكونها وجهة مفضلة للسياح الصينيين، فإن البلاد سجّلت حتى الآن 6 وفيات و426 إصابة فقط. ولفت إلى الاستفادة الكبيرة خلال مواجهة الفيروس من التكنولوجيا الذكية، حيث تم تزويد موانئ ومطارات تايوان بأجهزة كشف الحرارة تحت الحمراء، وتأسيس منصات رقمية لمتابعة الحالات الصحية للقادمين إلى البلاد من الخارج. وبفضل البرامج والتطبيقات التكنولوجية الذكية، تم تصنيف المصابين أو المشتبه بإصابتهم بالفيروس، إلى فئات ذات خطورة عالية أو منخفضة، ليسهل تعامل الجهات الطبية معها. ولمتابعة الخاضعين للحجر الصحي في منازلهم، تمت الاستعانة بتطبيق يتم تحميله على الهواتف الذكية، ليقوم بإبلاغ السلطات المعنية في البلاد، حال انتهك الشخص الحجر الصحي وخرج من منزله. وأفاد أن مركز تايوان لمكافحة الأمراض، واصل توعية السكان والمؤسسات الطبية، وتقديم المعلومات اللازمة لهم حول وباء كورونا، عبر أكثر من 120 تطبيقاً ذكياً. ولمنع محاولات الاستغلال المتعلقة بتأمين وبيع الكمامات الطبية، تم إطلاق منصة رقمية في الثالث من فبراير، ليحصل السكان من خلالها على كمامات عبر إدخال أسمائهم وأرقام هواتفهم. ونوّه المركز التايواني، إلى أنه رغم السيطرة على انتشار الفيروس، إلا أن هناك مخاوف من انتشاره مرة أخرى بشكل أوسع، خلال الخريف أو الشتاء المقبل. وأضاف: “عند النظر إلى مسار انتشارالوباء العالمي، نجد أنه ظهر لأول مرة في البر الرئيسي للصين، ثم انتقل بالتسلسل إلى أوروبا، والشرق الأوسط، والولايات المتحدة”. ولفت إلى أن انتشار الوباء خلال المرحلة المقبلة، قد يتركز في دول إفريقيا، وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. وأردف: “لقد استطاعت تايوان حماية نفسها حتى الآن من الوباء، إلا أن طبيعة الفيروس في تغيّر مستمر. لكن رغم ذلك نواصل استعداداتنا اللازمة، ونتجنّب عدم الاكتراث به أو التقليل من شأنه.” وأكد على أنه “عند النظر إلى خصائص الفيروسات بشكل عام، نجد أنها غير فعّالة في الأجواء الحارة أو الرطبة، إلا أن أعداد المصابين بفيروس كوفيد-19، غير كافية بعد لاكتساب مناعة القطيع. لذا قد يعاود الوباء، الانتشار خلال الخريف أو الشتاء المقبلين”. وأصاب كورونا، حتى عصر الخميس، أكثر من مليونين و666 ألف شخص في العالم، توفي منهم ما يزيد على 186 ألفا، وتعافى أكثر من 730 ألفا، وفق موقع “worldmeter” المختص برصد ضحايا الفيروس.