توقعت دراسة أمريكية أن الولاياتالمتحدة قد تحتاج إلى الاستمرار في تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، بهدف احتواء تفشي فيروس كورونا، حتى عام 2022. وقالت الدراسة، التي نشرتها كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد الأمريكية: “ربما نكون في حاجة إلى الاستمرار في تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي حتى عام 2022، ما لم ترتفع قدرة البلاد على رعاية الحالات الحرجة بشكل رئيسي، أو يتم التوصل إلى علاج أو لقاح مضاد للفيروس”.
وقد نشرت نتائج هذه الدراسة تزامنا مع الإعلان عن وفاة نحو 2200 شخص في الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء فقط، جراء الإصابة بالفيروس، وهو رقم قياسي لعدد وفيات يرتبط بالإصابة بالفيروس في يوم واحد. واستشهد الباحثون في جامعة هارفارد بأمثلة مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة، حيث أدت قواعد التباعد الاجتماعي الفعالة إلى تخفيف الضغط عن نظم الرعاية الصحية، وزيادة جدوى إجراءات الرصد والمتابعة والحجر الصحي. واعترفت الدراسة بأن التباعد الذي يمتد لفترات طويلة من المرجح أن تكون له نتائج سلبية عميقة الأثر على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والتعليمي. وأضافت الدراسة أنه حتى مع “القضاء بشكل واضح” على الفيروس المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد المعروف باسم (سارس)، لا بد من الاستمرار في متابعة هذا الفيروس، مرجحة أن هناك إمكانية لعودة انتشاره في عام 2024. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن العدوى بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لم تصل إلى ذروتها بعد. وتأتي هذه الدراسة وسط تقارير عن بدء مناقشة العودة إلى العمل واستئناف النشاط الاقتصادي في الولاياتالمتحدة داخل الدوائر الرسمية في البلاد. وبلغ إجمالي وفيات فيروس كورونا في الولاياتالمتحدة 28300 وفاة، وفقا للأرقام المعلنة يوم الثلاثاء. وأصاب الفيروس الوبائي حوالي 2 مليون شخص حول العالم حتى الآن، مع تجاوز عدد الوفيات عالميا 124 ألف وفاة. ومنذ ظهور المرض في الصين في دجنبر الماضي، انتقل إلى أغلب دول العالم لتحتل الولاياتالمتحدة المركز الأول في عدد الوفيات بسبب هذا الوباء، الذي يعد الأسوأ على الإطلاق منذ نحو قرن.