تجني شركات الأدوية والشركات المصنعة لمنتجات الحماية الكيميائية، أرباحا طائلة، نتيجة انتشار فيروس “كورونا الجديد”، وارتفعت أسعار أسهمها في البورصات العالمية بالتزامن مع توسع رقعة المرض القاتل. وفي هذا الصدد، شهدت أسهم شركة “نوفاسيت” للرعاية الصحية ارتفاعا ب68.7 بالمائة في جلسة الجمعة الماضية، بعد أن دشنت اختبارا جزيئيا جديدا لفيروس “كورونا”. بدورها، ارتفعت أسعار أسهم الشركات التي تنتج الكمامات الطبية والمواد الكيميائية الواقية، ومن بينها شركة “ألياد هلثكير”، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 27.5 بالمائة. من جهتها عرفت أسهم شركة “إينوفيو” للأدوية، نموا بنسبة 13.3 بالمائة، و”نوفافاكس” الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية، بنسبة 2.3 بالمائة، بحسب بيانات نشرتها صحيفة “لينتا رو” الروسية. إلى ذلك أعلنت الصين، أمس الاثنين، عن "حاجتها الملحة" لأقنعة طبية واقية، خاصة مع تجاوز عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا الجديد عدد ضحايا فيروس سارس عام 2002. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا شونيانغ، في إيجاز صحفي “ما تحتاجه الصين بشكل عاجل هو أقنعة طبية، وبزات واقية ونظارات وقاية”. وأضافت ذات المتحدثة بأن الولاياتالمتحدة “لم تقدم مساعدة مهمة" واتهمتها ب "إثارة الذعر ونشره" إذ كانت "أول من قام بإجلاء طاقم قنصليته في ووهان وتحدث عن سحب جزئي لطاقم سفارته وفرض قيود دخول على المسافرين الصينيين". وفي سياق متصل، ربطت بعض الأطراف تفشي الوباء بحرب اقتصادية تشن على الصين، وبأنه من الممكن أن يحقق فائدة للاقتصاد الأمريكي. ووصف النائب الروسي، فلاديمير جيرينوفسكي، زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، خلال اجتماع له مع طلاب ومدرسين في معهد الحضارات العالمية بموسكو، فيروس “كورونا الجديد” بأنه “استفزاز أمريكي” للصين. ووضع جيرينوفسكي، خلال تصريحاته في 25 يناير الماضي، الفيروس في سياق الحرب الاقتصادية الراهنة بين البلدين، بحسب وكالة “سبوتنك” الروسية. وقال إن “الأمريكيين يخشون عدم قدرتهم على تجاوز الصين، أو على الأقل البقاء على قدم المساواة معها”. واعتبر أن هذا الفيروس “استفزاز أمريكي” للصين، دون أن يوضح مقصده من ذلك. وأضاف أن “هذا الفيروس ليس الأول من نوعه. فقد سبقه فيروس أنفلونزا الطيور، وجنون البقر أيضا. هناك أشخاص يعيش معظمهم في سويسرا أصبحوا من أصحاب المليارات بفضل بيع علاج هذا الفيروس.” وفي تصريح لقناة “فوكس نيوز بيزنس”، الخميس الماضي، اعتبر وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، أن تفشي فيروس “كورونا الجديد” في الصين قد يفيد الاقتصاد الأمريكي من خلال عودة فرص العمل إلى داخل البلاد، مرجحا أن تغادر الشركات الأمريكيةالصين، أو تعلق نشاطها هناك بسبب تفشي الوباء. وقال روس: “يتعين على قلب كل أمريكي أن يكون مع ضحايا فيروس كورونا، لذلك لا أريد أن أتحدث عن أي انتصار في ظل مرض خبيث للغاية، لكن الحقيقة أن هذا الوضع الذي تعيشه الصين سيجبر الشركات الأمريكية على المغادرة.” وتابع: “هذا الفيروس يعتبر عاملا جديدا يجب على الناس أخذه بعين الاعتبار، و أعتقد أن فيروس كورونا سيساعد في الإسراع بعودة فرص العمل إلى الولاياتالمتحدة وربما أيضا إلى المكسيك.” ويواصل الفيروس القاتل الانتشار سريعا في الصين، فقد ارتفعت عدد الأشخاص المؤكد إصابتهم بالفيروس إلى 11 ألف و791 شخصا من بينهم 1795 شخصا في وضع خطير، حسب بيان صادر عن اللجنة الحكومية للصحة بالصين، السبت الماضي. ولفت البيان إلى أن عدد المشتبه في إصابتهم بالفيروس ارتفع إلى 17 ألف و988 حالة، وأن عدد من وضعوا تحت المراقبة بسبب اتصالهم بأي شكل من الأشكال مع مصابين، إلى 118 ألف و478 شخصا، فيما تماثل 243 شخصا للشفاء. و”كورونا” عبارة عن عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والفيروس الجديد هو العضو السابع في هذه العائلة القاتلة. ومن أعراض الإصابة بالفيروس، التهابات في الجهاز التنفسي وحمى وسعال وصعوبة في التنفس، في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوي، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، والفشل الكلوي، وحتى الوفاة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.