منعت السلطات المحلية في مدينة طنجة (شمال المغرب) حفلا فنيا كانت ستقيمه شبيبة حزب العدالة والتنمية السبت بمناسبة اختتام ملتقاها الوطني وكان من المنتظر أن يحضره رئيس الحكومة وأمين عام الحزب عبد الاله ابن كيران. وقال القيادي في الشبيبة خالد بوكرعي لفرانس برس "توصلنا بقرار المنع المكتوب من طرف السلطات المحلية مساء الجمعة، وأخبرونا ان قرار المنع يرجع لدواع أمنية". وأضاف بوكرعي "كان من المنتظر أن يحضر السيد رئيس الحكومة وأمين عام الحزب عبد الاله ابن كيران الى الحفل ويلقي خطابا امام الحاضرين". وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، اكد مسؤول في وزارة الداخلية رفض الكشف عن هويته قرار المنع، واوضح أن هذا القرار اتخذ بهدف الحفاظ على الامن والنظام. واستغرب بوكرعي من كون "جمعية تابعة لعمدة مدينة طنجة الذي ينتمي لحزب الأصالة والمعاصرة الموجود في المعارضة (أسسه صديق الملك ومستشاره الحالي فؤاد عالي الهمة) نظمت قبل شهر حفلا فنيا في الساحة نفسها التي منعنا منها". واستنكر بيان للشبيبة قرار المنع، معتبرا ان الدواعي الأمنية "مبررات واهية (...) تحيلنا على بؤس منطق السلطة في التعامل مع الهيئات السياسية"، مضيفا انه "أسلوب المنع الذي لا منطق له في عهد ربيع الشعوب". وأضاف بوكرعي لفرانس برس "اقامة الحفل في مكان عمومي مثل ساحة الأمم وسط طنجة يتطلب اشعارا للسلطات، ونحن قمنا بذلك منذ أكثر من شهر، فلماذا يتم منع مثل هذا الحفل الفني؟". وأعلن شباب الحزب على صفحة الملتقى على تويتر أنهم سيقومون بوقفة احتجاجية على قرار المنع الذي طالهم من طرف السلطات. واضاف بيان الشبيبة ان "نضالنا ضد جيوب مقاومة الإصلاح وقوى الردة مستمر حتى تحقيق المواطنة الكاملة التي تكون فيها الكلمة الأخيرة للقانون بدل منطق التعليمات البائس". من جانبه قال عبد الحالي حامي الدين القيادي في حزب العدالة والتنمية ان "السلطات لم يعجبها النقاش الحر الذي دار خلال أيام ملتقى شبيبة العدالة والتنمية فقررت الانتقام من الشباب بمنع الحفل الذي كان من المنتظر ان يحضره رئيس الحكومة ويلقي خلاله خطابا". وقال حامي الدين خلال احد لقاءات ملتقى شباب الحزب في طنجة، تعليقا على اعطاء الملك محمد السادس أوامره لوزير الداخلية بتوقيف أمنيين على الحدود، ان الأمر غير دستوري وفيه تطاول على صلاحيات رئيس الحكومة وتجاوز له. وانتقد شباب العدالة والتنمية وبعض المحاضرين بشدة طقوس حفل الولاء للملك، معتبرين ان الركوع له وهو ممتط صهوة جواده اهانة للمغاربة، كما انتقدوا تدخل الملك ومحيطه في اختصاصات رئيس الحكومة التي يخولها له الدستور. وفي اتصال مع فرانس برس قال البرلماني في حزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي ان "المنع اهانة لحزب العدالة والتنمية لا يجب أن يسكت عليها، والا فان الحزب سينحدر الى ما تحت القاع". واضاف افتاتي "ان قرار المنع مهزلة، ولو أن دواعيه أمنية فعلا فيجب اخلاء مدينة طنجة المليئة بالسياح والتي تدب فيها الحركة ليلا ونهار. ان المبرر واه ولا بد أن هناك نية في معاقبة الشباب على صراحتهم". وكان افتاتي اعتبر اعتذار رئيس الحكومة إلى الملك ومستشاريه عما كتبته الصحافة عن توتر العلاقة بين القصر والحكومة "بلا معنى ولا موجب.."، وتساءل أفتاتي عمن له المصلحة اليوم في الإضرار برجالات الدولة، مثل عبد الاله بن كيران وغيره. وعقد شباب العدالة والتنمية ملتقاهم الوطني السابع، والأول بعد تولي حزبهم لرئاسة الحكومة، في مدينة طنجة ما بين 6 آب/ اغسطس والاول من ايلول/ سبتمبر تحت شعار "شباب مع الاصلاح، ضد الفساد"، استضافوا خلاله شخصيات من تونس ومصر وفلسطين ومسؤولين ووزراء في الحزب.