نشر “المعهد الاستشفائي الجامعي” في مارسيليا الفرنسية نتائج دراسة أجراها على 1061 مصابا بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19، تؤكد ما ذهب إليه البروفيسور المثير للجدل ديديي راوولت بشأن فعالية بروتوكول العلاج الذي يمزج بين الدواء المضاد للملاريا “هيدروكسي-كلوروكين” والمضاد الحيوي "أزيتروميسين" عند إعطائه للمرضى فور تشخيص إصابتهم بالفيروس القاتل. وخلصت الدراسة التي امتدت بين 3 مارس و9 أبريل إلى أن 98 في المئة من المصابين شفوا تماما من الفيروس، بينما توفي خمسة مصابين فقط (0.47٪ من الذين شملتهم الدراسة) تتراوح أعمارهم بين 74 و95 سنة.
كما أشارت الدراسة إلى أن 10 مصابين فقط تم إدخالهم لوحدات العناية المركزة. واعتمدت الدراسة على منهجية تقوم على إعطاء الدواء المعتمد للمصابين لثلاثة أيام متتالية ثم متابعة حالتهم الصحية لتسعة أيام أخرى. وأكدت الدراسة أن التحاليل أظهرت أن 91،7 في المئة من الذين خضعوا للعلاج بال”هيدروكسي-كلوروكين" و ال"أزيتروميسين" (973 مصابا) كانوا خالين تماما من الفيروس بعد عشرة أيام أو أقل من العلاج. بينما لاحظت استمرار “الحمولة الفيروسية" charge virale بمستويات أعلى لدى 47 مريضا (4.45٪) كانت حمولة الفيروس عالية لديهم أصلا لدى التشخيص. غير أنهم شفوا جميعهم بعد 15 يوما من العلاج. وأضافت الدراسة التي أشرف عليها البروفيسور ديديي راوولت أن النتائج لم تكن مشجعة بالنسبة لدى 46 مريضا في المجمل، توفي خمسة منهم، ووضع عشرة آخرون تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، وخضع ال31 المتبقون لفترات علاج أطول أسفرت عن شفاء 25 حتى الآن. وأشارت الدراسة إلى أن العلاقة ضعيفة بين الإصابة بفيروس كورونا المستجد وبين مستوى الوفيات لدى كبار السن عكس ما هو شائع منذ انتشار الوباء في كل بقاع الأرض. وقالت الدراسة إن الأشخاص الذين خضعوا لبروتوكول “هيدروكسي-كلوروكين” و"أزيتروميسين" بعد أقل من ثلاثة أيام من إصابتهم بالفيروس أبدوا تفاعلا إيجابيا مع العلاج بغض النظر عن سنهم. وخلصت بالتالي إلى أن العلاقة أكبر بين الوفيات ووقت الشروع في إعطاء الدواء للمشخصين بالإصابة. وتعد نسبة الوفيات لدى الأشخاص المتابعين في “المعهد الاستشفائي الجامعي” في مارسيليا (أقل من 0.5٪) أقل من نظيرتها في بقية المؤسسات الطبية في مارسيليا و20 مرة أقل من المستوى الوطني للوفيات بفيروس كورونا في فرنسا والذي يقدر لحد الساعة بنحو 10.7 في المئة.