ناشد مواطنون وجدوا أنفسهم عالقين في دول أجنبية، الحكومة المغربية، التدخل، على غرار باقي حكومات العالم، لتسهيل عودتهم إلى بلادهم وذويهم. وتوصل موقع “لكم” برسائل موجهة إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، من مواطنين مغاربة عالقين في تونس، وآخرين في تركيا، يناشدون من خلالها السلطات التدخل الفوري لتسهيل عودتهم إلى المغرب.
وفي رسالة خطية توصل بها الموقع من عمال مغاربة كانوا في مهمة إلى تونس، كان يفترض أن تنتهي يوم 30 مارس الماضي، لكن بسبب غلق الأجواء بين المغرب وتونس، وجدوا أنفسهم عالقين في فندق صغير بقريانة التابعة لولاية القصرين في تونس. عدد هؤلاء العمال يبلغ 11 عاملا، حالوا التواصل مع القنصلية المغربية في الولاية التي يوجدون فوق ترتبها، وذلك يوم 23 مارس، لكنها لم ترد عليهم بعد أن وعدتهم بالتدخل لمساعدتهم. أعيدونا قبل أن يَمسّنا الوباء وفي نفس السياق توصل الموقع برسالة من أكثر من 500 مغربي عالقين باسطنبول في تركيا منذ 20 يوما بسبب قرار إلغاء الرحلات من وإلى المغرب بشكل مفاجئ. وحمل هؤلاء المغاربة، في رسالتهم، الحكومة مسؤولية سلامة أرواحهم، وطالبوا بالتدخل الفوري لإعادتهم إلى ديارهم. ومما جاء في الرسالة “إننا نتفهم جيدا أن وباء كوفيد 19 فرض ظروفا استثنائية على الأفراد والدول في شتى بقاع العالم، لذلك فقد تحملنا وصبرنا طيلة هذه المدة لإعطاء الحكومة الوقت الكافي لاتخاذ التدابير اللازمة وترحيلنا إلى ارض الوطن”. وأضافت نفس الرسالة “لا نخفي عنكم، السيد رئيس الحكومة، أننا نشعر بحزن وأسى جراء الصمت التام من طرفكم إزاء وضعنا النفسي، الصحي، المادي والاجتماعي، الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم خاصة مع تواجد نساء حوامل، مرضى، أطفال، وأرباب أسر”. حذر الموقعون على الرسالة مِن إصابتهم بالوباء وتفشيه بينهم “بسبب الظروف الغير الصحية” التي يقيمون فيها، حيث يوجدون في فندق يضم أزيد من 500 شخص. وهو ما بت يشكل حسب تعبيرهم “تهديدا حقيقيا على سلامتنا الصحية والنفسية وهو ما يتنافى مع توصيات منظمة الصحة العالمية للوقاية من الجائحة”. أكثر من 20 ألف وأمام غياب أية معطيات رسمية، تقدر مصادر إعلامية عدد المغاربة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في مطارات وعواصم دول أجنبية بأكثر من 20 ألف شخصا، وذلك بسبب قرار المغرب المبكر تعليق جميع الرحلات الجوية والبرية خشية انتقال فيروس كورونا إلى البلاد. ويتعلق الأمر بمواطنين تواجدوا خارج المغرب في فترة قرار إغلاق الحدود، من بينهم موظفين وعمال ورجال أعمال كانوا في مهمات خارج المغرب، أو بسياح أو أشخاص كانوا في رحلات علاجية أو زيارات إلى ذويهم في الخارج، بالإضافة إلى الكثير من الطلبة أو فقط مواطنين مقيمين في الخارج يريدون العودة إلى المغرب ليكونوا قرب ذويهم وأسرهم. ولم يصدر عن الحكومة المغربية، وخاصة وزارة الخارجية والمهاجرين المغاربة، أي رد فعل تجاوبا مع مناشدات هؤلاء المغاربة العالقين في الخارج. يذكر أن الكثير من الدول بادرت إلى تسهيل عودة مواطنيها المتواجدين في الخارج، وتكفلت بمصاريف نقلهم وإقامتهم بعد عودتهم إلى أوطانهم في معازل للتأكد من سلامة إصابتهم بفيروس كورونا.