"لا ركوع بعد اليوم". قالها المعارض المهدي بنبركة و هناك من يقول أنه قتل لهذا السبب و الله أعلم. فحمدا لله أننا لسنا من المعارضين بل من الناصحين... سيداتي سادتي، الخطر داهم و الأمر جلل. في 23 مارس 2011 أمضى 166 مغربي و مغربية بيان التغيير الذي نريد الذي ناصر الملكية بالمغرب بدون نفاق و لا تزلف، فهي إذا نصرة صادقة، واقعية ووفية، حيث جاء في البيان: " فإننا إذ نسجل إيجابية ما تضمنه الخطاب الملكي ليوم 9 مارس من عناوين للتغيير الدستوري، والتي شكلت بداية إنصات لمطالب الشعب المغربي..." ثم توالت المطالب ومن بينها: " إلغاء كافة المراسم والتقاليد والطقوس المخزنية المهينة والحاطة من الكرامة " ولكن: و معلوم أن طقوس البيعة تتم عبر الركوع الجماعي مع ترديد بعض الجمل جماعة في إطار صفوف متراصة أمام رئيس الدولة استسلاما له و رضوخا له و تعبيرا عن الطاعة المطلقة له، وذلك في عملية رهيبة تتكرر سنويا تحت انظار العالم بأسره... و في هذا الصدد تفضل المجاهد في سبيل نصرة الحق الشيخ الجليل أحمد الريسوني، مفخرة المغرب و المغاربة في زمان سكوت العلماء الموظفين و غير الموظفين، في تشريح هذه الوضعية الشاذة التي يجد فيها المغاربة أنفسهم كل سنة- حيث الركوع لغير الله- كالتالي: " مما يزيد الأمر قبحا وشناعة - في الدين والفطرة والذوق السليم - ذلك المشهدُ المشين المهين الذي يتكرر علينا كل سنة فيما يسمى حفل الولاء، حين يجبر جموع من الناس على الركوع الجماعي للملك وفرسه، بل تركع كل مجموعة عدة ركعات متتاليات، وكأنهم في صلاة وعبادة، نسأل الله العفو والعافية." و يأتي هذا التاكيد على عدم إلغاء هذه الطقوس التي لا تمت إذا للإسلام بصلة في جو من الرعب الذي أصاب المؤمنين المغاربة الأخيار- الذين لهم ما يكفي من قوة الإيمان للاعتكاف في المساجد إحياء للسنة النبوية الشريفة - على إثرأخبار مفجعة من قبيل: "داهمت قوات الأمن هذه المساجد ليلة الجمعة الماضي في كل من: وجدة وفكيك وتندرارة وبني تجيت وبركان وزايو وتاوريرت، بعد منتصف الليل وأخرجت المعتكفين بالقوة، وهو ما استنكره عدد من سكان أحياء تلك المساجد الذين هرعوا إلى مكان الجريمة فوجدوا قوات الأمن في حالة هستيرية من العنف في إخراج المعتكفين في حالة أشبه ما تكون بحالة قوم لوط حين أجمعوا على إخراج نبيهم وآله من قريتهم بعلة " إنهم أناس يتطهرون." ( عن موقع هسبريس: باب في محاربة المخزن لسنة الاعتكاف- محمد رفيع) "" إن من قائل من يقول" هذه الاعتكافات الممنوعة غير بريئة، وتستغلها جماعة العدل والإحسان لجني مكاسب سياسية، فما الذي يمنع الوزارة الوصية من تنظيم الاعتكافات المسجدية وتوفر للشعب وأفواج شبابه التائب فرص الترقي الإيماني؟ أليس من صميم دولة دينها الإسلام أن تهيئ بيئة إيمانية تساعد الناس على الاستقامة والتبتل لربهم طمعا في العفو والعتق من النار، أم أن النظام يستكثر على أبناء الشعب ثواب ليلة خير من ألف شهر؟" (عن موقع لكم: منع الإعتكاف دليل عملي على محاربة الإسلام ) سيداتي سادتي، الخطر داهم و الأمر جلل. نعم، إن الطقوس" المهينة المشينة" ليست وليدة اليوم بل استمرت عبر عصور طويلة و منذ الكياسرة ربما، و هذا ما وضحه لنا على شاشة هسبريس نحن معشر العاّمّة، العالم أحمد الريسوني العملاق مقارنة مع الساكتين و المتملقين أو الخائفين من أشباه العلماء و أشباه الموظفين المفرطين و الذين لا ينصرون الله و لوبأقل من فتوى، و لوبمجرد وجهة نظرهادئة لعلها تعين الحكام على فهم ما يجري و يدور... نعم، إن هناك من بين المقربين ربما من يخوض معركة شعواء للإبقاء على هذه الطقوس حيث الركوع لغير الله، لأن ذلك يساعد على الإبقاء على نظم "الزبونية و المحسوبية و اقتصاد الريع و الإمتيازات" كما جاء في بيان التغيير الذي نريد و الذي أمضاه أيضا مصطفى الرميد الذي أصبح وزيرا للعدل و سعد الدين العثماني الذي أصبح و زيرا للخارجية، فهل السكوت المخجل لهذين الرجلين حول قضية الركوع لغير الله اليوم مبرره الخوف من فقدان المنصب؟ و إذا كان الأمر كذلك لو قدر الله فأين نصرة الدين و لو بكلمة ؟ و أين الوعود و أين الضمير و أين الشرف... ؟ لا،لا ثم لا، و ليذهب المنصب إلى الجحيم لأن المسألة غاية في الخطورة و تتعلق بأمر جلل و ليس بأمر هيّن. المقربون. يا له من عنوان. فيا ترى، ما هو موقف الأستاذ الدكتور المثقف العارف حسن أوريد حول قضية الركوع لغير الله هاته، مع التأكيد على أن الولاء للحاكم شيء و الركوع لغير الله شيء آخر تماما...؟ فهلّا تفضل علينا السيد حسن أوريد برأيه المستنبط من العلم و الحكمة لعله يعين الحكّام على الرجوع إلى الأصل أي البيعة مرة واحدة عن طريق السلام باليد في عزة و مروءة و شرف؟ سيداتي سادتي، الخطر داهم و الأمر جلل لأن إذا كانت الحقيقة أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فاليوم القوم لم يعد جاهلا و لم يعد يقبل بالطقوس "المهينة المشينة" و ذلك عبر إمضاء عرائض ووثائق تاريخية مثل بيان التغيير الذي نريد و عبر تدوين مقالات و عبر إبداء الرأي في المقاهي و المنتديات...إذا فالله سيغير ما بالقوم لا محالة لأنهم غيروا ما بأنفسهم...نسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها و ما بطن و نسال الله أن يغيّر ما بالقوم بالهداية و التيسير و ليس بالعقاب الصارم. إن الله ولي ذلك و القادر عليه. و ختاما، أينكم أيها الموقعون لبيان حول التغيير الذي نريد؟ فالمعركة ضارية و حامية الوطيس و يكاد مناصروا الطقوس "المهينة المشينة" ينتصرون و يفرضوا ما يريدون، لأن وحده الشجاع المحارب المغوار أحمد الريسوني لا زال يقاتل و لا يستسلم نصرة لله أّوّلا، و نصرة للمروءة و الشرف، شرف المغرب و المغاربة. ألم يقل البيان" إن اللحظة لحظة التغيير الشامل والعميق والهادئ ولحظة انتقال حقيقي..." ؟ لقد مرت أكثر من سنة على توقيعكم على هذا البيان و لم يتغير شيء من الطقوس "المهينة المشينة" فهل أنتم متكلمون؟ كلنا مسؤولون عن الطقوس "المهينة المشينة" و ليس "المقربون" وحدهم.