يواصل أكثر من 8 مليون تلميذ مغربي الصمود ف منازلهم بعد قرار السلطات المغربة تعلق الدراسة وتطبيق حالة الطوارئ الصحية منذ مساء الجمعة 20 مارس الجاري حتى 20 أبريل المقبل. وإذا كانت وزارة التربية الوطنية قد وضعت عددا من الدروس على مسطحة “تلميذ تيس” وعلى القناة الثقافية، وبعدها على قناة العيون والرياضية من أجل مساعدتهم، فإن مراقبين من داخل القطاع، أكدوا في تصريحات متفرقة لموقع “لكم”، أن ذلك يحتاج لمراجعة جذرية ولا يفي بالمطلوب بسبب غياب الإنصاف البيداغوجي والعدالة المجالية التكنولوجيا في توفير مستلزمات الانجاح والانجاح للاتصال والتواصل التي تضعها الوزارة أولوية ضمن مشاريعها الاستراتيجية. على كل أستاذ أن يبقى في تخصصه يرى عبد الغمائد، وهو أستاذ التعلم الثانوي تخصص فلسفة، أن دفع عدد من الأساتذة تلاميذهم بالدروس عن بعد هو مدعاة لإرباكهم، مادام أن جل الأساتذة بلغوا من المقرر الدراسي السنوي الثلثين، ومستعدون لتكملة الباقي فيما بعد”. وأوضح الغمائد في تدوينة له نشرها على “الفايسبوك” أن “تكملة ما تبقى من المقرر الدراسي سيتم حين تمر الجائحة، وعلى كل أستاذ أن يبقى في تخصصه ويتواصل مع تلامذته بتمارين وتطبيقات الامتحانات الوطنية على وجه الخصوص، داعيا “الطلبة للابتعاد عن تقديم دروس تربك التلاميذ أكثر مما تنفعهم، لأن ذلك واجب أخلاقي يستدعي احترام التخصص والاختصاص”، على حد تعبيره. ملاحظات تستدعي التصحيح بدوره، يرى محمد بوتباوشت، وهو أستاذ للتعليم الثانوي، في تصريح لموقع “لكم” أن إقدام الوزارة على تقديم دروس عن بعد في منصات وقنوات هو محاولة لتجاوز محنة هدر الزمن المدرسي بسبب جائحة كرونا، غير أنه سجل ملاحظات سلبية عن وجه هذا التدخل الذي لم يقنعه إلى جانب آخرين. ومن أوجه ذلك، اعتماد الوزارة على تصوير هاو ودروس لا تراعي الخصوصيات المجالية والمنطلقات البيداغوجية لكل أستاذ وتلاميذه، وحتى التصوير يتم بطريقة هاوية تختلف، مما يؤكد على أن الوزارة لا تتوفر على كفاءات تواصلية ومتخصصين في الصورة والاخراج الفني ولا استراتيجية تواصل، رغم تخصيص الدولة لأكثر من 72 مليار درهم في ميزانيها لهذا القطاع”، بحسب تعبير المتحدث. وأكد المتحدث أن دروس المسالك الدولية سجل فيها تخبط، بالنظر لغياب مقررات دراسية موحدة، واعتماد الأساتذة ف تخصصات الفيزياء وعلوم الحياة والأرض والرياضيات على إصدارات دور النشر والطبع غير مصادق عليها من قبل الوزارة، مما يترك العشوائية والفراغ في تقديم نموذج يحتذى أو إطار مرجعي أو منهج موحد مفقود بالقطاع رغم إقرار هذا التوجه التربوي للتدريس بلغة أجنبية”. وشدد بوتشباوشت على أن نظامنا التربوي لا يوفر خدمة التدريس عن بعد، وإلا لماذا انتظرت الوزارة سنوات، وخلال أيام تريد أن تنجح المشروع بارتجال وف ظروف لا تسمح بإنتاج الأفضل وانتقاء الأجود، مما يطرح سؤال الامكانيات والتصور والاستراتيجية لدى هاته الوزارة ف التدريس عن بعد، بعد أن استنجدت بدروس على “اليوتيوب” قدمت من قبل “متطوعين” ونسختها على مسطحتها الرسمية. ما المطلوب؟ يرى أحمد أوبلوش، وهو باحث في علم الاجتماع، أن الحل هو تأميم عدد من القنوات وجعلها رهن إشارة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي ووزارة الثقافة لإعداد برامج تعليمية تثقيفية وتنويرية لجميع فئات المجتمع علنا نتدارك عشرات السنين من الابتذال وأجيال من الضباع المنسوخة”. وأضاف أوبلوش في تدوينة له، نشها على صفحته الرسمية “فايسبوك” أنه يتعين على “الدولة أن تعيد ترتيب أولوياتها وتهتم ببناء الإنسان لأنها لبنة بناء الأوطان، وهو ما سيغير من أولوياتنا ببناء مستشفيات ومدارس فيه أسلحة البقاء، وأعلنت موت “البارشوكات السياسية من أحزاب ومنظمات ذيلية”.