تفاوتت الاستجابة لنداء السلطات بخصوص الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية في البلاد منذ مساء أمس الجمعة 20 مارس الجاري، بين من بقي في بيته “صامدا جمع بين المسؤولية والمواطنة ” وبين “مطالب بوقفة تأمل لبنياتنا الصحية التي تستلزم إعادة النظر على وجه الاستعجال”. موقع “لكم” رصد بعض أجواء أول ليلة من إعلان وزارة الداخلية المغربية حالة الطوارئ الصحية في البلاد، ليلة الجمعة/السبت 21 مارس الجاري، ونقل تصريحات وهواجس من تحدثوا إليه من فاعلين في جهة سوس ماسة.
يشرح عبد الإله بنغنو ، وهو كاتب جهوي للمكتب المغربي لحقوق الإنسان بسوس ماسة، لموقع “لكم”: قضيت أول ليلة من الحجر الصحي وأنا أفكر في مصير الأطفال و المسنين لا قدر الله إذا انتشر هذا الوباء قد يعصف بحياتهم لضعف مناعتهم، كان تفكيري بالخصوص حول والداي و ابن أختي الصغير لم تفارق صورهم مخيلتي. وزاد موضحا: كان شعوري متأرجحا بين الخيبة وبين الأمل فضعف بنيتنا التجهيزية الصحية مؤسف جدا، لكن وعي شباب اليوم يبعث فينا الأمل مجددا. لا بد من إيجاد بدائل تضامنية للفقراء والمعوزين أما فريد الخمسي. الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بجهة سوس ماسة، فأوضح لموقع “لكم”، أن “الليلة واليوم نقضيهما في جو من الصمود الصادق والالتزام بالتعليمات الجاري بها العمل في هذا الشأن، تجمع بين الشعور بالمسؤولية والانضباط المواطن للتعامل مع جائحة كورونا اللعين، لأن مصلحة البلاد والعباد فوق كل اعتبار. ومن مكان تواجده بالدشيرة الجهادية، ناشد الخمسي في حديث لموقع “لكم”، “المواطنين والمواطنات بالبقاء في مقرات سكناهم، وأدعو السلطات إلى التعامل بحزم مع المحتكرين والمضاربين ومع المتهورين والمستهترين وغير المبالين والذين يعرضون البلد للخطر كما وقع في بلدان أوربية عديدة”. كما طالب السلطات ب”إيجاد بدائل تضامنية ملموسة لتمكين الفئات الفقيرة والمعوزة والعاملين بالقطاع غير الهيكل من المواد الغذائية الأساسية، حتى يتمكنوا من الصمود داخل منازلهم، وحتى تنجح خطة الحجر المنزلي على المستوى الوطني لتطويق الوباء القاتل”. ثناء على أطر الصحة ومزيدا من الاحتراز أما سليمان العمري، وهو إطار بقطاع الصحة في تيزنيت، وأحد المساهمين في توعية الساكنة على البقاء في منازلهم قبل إعلان حالة الطوارئ الصحية، فقد أكد لموقع “لكم”، أنه بعد أول ليلة من تنفيذ حالة الطوارىء الصحية رغم أنني لم أعتد على التزام البيت، أحسست بنوع من الراحة والطمأنينة وأنا أتابع تدخل السلطات في أغلب المدن المغربية لحث الناس على البقاء بمنازلهم، حتى تمر هده المرحلة الحرجة بسلام إن شاء الله”. وبينما دعا العمري لمزيد من الانخراط السلس في تنفيذ تعلمات السلطات”، أثنى على “أطر وزارة الصحة على المجهودات التي يباشرونها ليل نهار للتصدي لفيروس “كوفيد-19″، معهم السلطات ومن مختلف المواقع والمستويات للتخفيف من حدة هدا المرض الفتاك”، بحسب تعبيره بدوره ، قضى حمزة خوري، وهو ناشط مدني، ليلة اليوم الأول من الحجر الصحي في جو يطبعه الاطمئنان والارتياح للقرارات الاحترازية التي تم اتخاذها، بحسب تعبيره. وأكد خوري لموقع “لكم”، أن “قرار إعلان الطوارئ كان قرارا سديدا نظرا لخطورة فيروس كوفيد 19. وسأستغل الفرصة لأ وجه رسالة جديدة لعموم المواطنات والمواطنين “بقاو فداركم” فالمرض خطير وفتاك. ليلة عمل لإنتاج مضامين رقمية من جهته، أفاد علي برشيل، وهو مفتش جهوي تخصصي بأكاديمية سوس ماسة، أن أول ليلة في ظل حالة الطوارئ الصحية، كانت ليلة عمل إلى الثلث الأخير من الليل. فبعد أيام طويلة من إنتاج المضامين البيداغوجية والمصادقة عليها في الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة والسهر على إنتاجها عدت معي إلى البيت حاملا معي الشهادة الاستثنائية للتنقل للعمل”. وأوضح برشيل لموقع “لكم”، أنه خلال عودته ليلا كانت شوارع بلدة ماسة (اشتوكة أيت باها) شبه فارغة إلا من دوريات للدرك والقوات المساعدة وأعوان السلطة، أحسست أن الجميع يحمل هم هذا الوطن، والمواطن بدأ يعي أن فكرة أن المكوث في المنزل مساهمة في الحذ من الوباء. وزاد موضحا أن أول ليلة تنفيذ حالة الطوارئ كانت مناسبة لتتبع استفادة أبنائي من دروسهم عن بعد سواء من طرف أساتذتهم أو عن طريق منصة TelmidTICE مع تقديم بعض الشروحات والتمارين لهم، بعدها ولجت مكتبي لأعتكف على إتمام العمل الذي بدأناه منذ الإثنين الماضي من أجل تعبئة الجداول واللوائح وتنقيح المضامين الرقمية وإبداء الملاحظات بخصوصها والإجابة عن الاتصالات الواردة إيمانا مني بأن ما أقوم به هو تضحية في سبيل الوطن بكل تجرد وبمسؤولية، بحسب تعبيره. واعتبر أن ذلك “لحظة تاريخية ترهن مصير هذا الوطن لأن سبيل النجاة هو الامتثال للتعليمات الرسمية وأن عدم الانصياع لها له عواقبه الوخيمة”.