من منا لم يسبق له أن اشترى تذكرة سفر بالقطار أو الحافلة أو تذكرة لمشاهدة مبارة في كرة القدم أو ما شابه ذلك؟؟ أكيد كلنا نفعل. هذه التذاكر التي نشتريها لا نستعملها إلا مرة واحدة ثم يكون مصيرها إلى سلة المهملات إذا وجدت هذه الأخيرة. لكن هل علمتم بوجود أناس رضوا بأنفسهم كي يكونوا مجرد تذاكر في يد غيرهم؟؟ هذا الصنف من الناس كثير. لكن أفضل أن أناقش الفكرة من وجهة نظر سياسية. لنأخذ الحالة المغربية. كيف يرضى بعض من يسمون أنفسهم سياسيون بأن يكونوا مجرد تذاكر في يد غيرهم؟ كيف يلعبون دور تلك الورقة التي يكون مصيرها سلة قمامة؟؟ من أجل ماذا يلعبون هذا الدور؟؟ يعمل النظام المخزني المغربي على شراء تذاكر من هذا النوع مهما كلفت من ثمن. هذه التذاكر التي يستعملها مرة واحدة على الأكثر ثم يحرقها أو يرميها في سلة مهملات أو يرميها في الشارع كي تكون عبرة لمن يدوس عليها بقدميه. كانت هذه حالة كثير من الأحزاب المغربية التي رضيت لنفسها كي تلعب دور تلك الورقة التي تستعمل ثم ترمى وذلك من أجل عرض من الدنيا قليل. رأينا كيف باع حزب الاتحاد الاشتراكي بقيادة اليوسفي نفسه للمخزن ثم "باع و اشرى" في المغاربة إلى أن قذف به في سلة القمامة. لقد انتهت مدة صلاحية تلك التذكرة الرخيصة. كانت هذه حالة كثير من الأحزاب التي تتصارع كي تلعب دور تلك التذكرة الرخيصة. لكن كان هناك حزب لم نكن نظن في يوم من الأيام أنه سيلعب هذا الدور البئيس. إنه الحزب الإسلامي "المعارض" من داخل البرلمان، حزب المصباح الذي بدأ نوره يقل كلما توالت الأيام وكلما توالت الضربات على وجه أمينه العام و رئيس الحكومة من طرف غريمه السياسي فؤاد الهمة. دخل الحزب الإسلامي إلى اللعبة المشئومة فوجد نفسه محاطا بمجموعة من الفئران التي تتسابق على العض من تلك التذكرة الرخيصة. فئران الأصالة والمعاصرة بقيادة مستشار الملك يريدون انتهاء مدة صلاحية تذكرة المصباح قبل الأجل المحدد. فئران الاستقلال يعضون أناملهم من الغيض حقدا على العدالة والتنمية لما أخذت دورهم الموروث أبا عن جد. فئران الاتحاد الاشتراكي ناكصون رؤوسهم ينتظرون كساد الحزب الإسلامي لكي لا يكون بدعا من الأحزاب. الآن نقول سواء أكان الحزب الإسلامي قد رضي بلعب دور التذكرة الرخيصة أم لم يرضى، فإنه يلعب الآن هذا الدور على كل حال. وسوف يكون مصيره مثل مصير من سبقه ممن رضوا بلعب نفس الدور. الآن وقد بدأ حرق ورقة العدالة والتنمية وبدأ نور المصباح ينطفئ نطرح السؤال الذي لابد لنا من طرحه: من سيلعب دور التذكرة الرخيصة بعدما نفذت كل التذاكر التي يحق للمخزن شراءها؟؟