أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي فيروس كورونا في الصين يشكل الآن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا. وأعلن تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية القرار بعد اجتماع لجنة الطوارئ بالمنظمة، وهي لجنة خبراء مستقلة، وسط أدلة متزايدة على انتشار الفيروس في حوالي 18 دولة.
إلا أنها قالت إنها لا ترى سببا للحد من الرحلات والتبادل التجاري مع الصين رغم إعلانها حال الطوارئ الصحية على الصعيد الدولي لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد انطلاقا من هذا البلد. وقال أدهانوم إن المنظمة “لا توصي بالحد من الرحلات وعمليات التبادل التجاري وحركة “الأفراد” وتعارض حتى فرض أي قيود على الرحلات” إلى الصين. وفي وقت سابق، قال رئيس برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية د. مايك ريان إن “العالم بأسره يجب أن يكون في حالة تأهب” لمحاربة فيروس كورونا الجديد”، فيما تبحث المنظمة إحتمال إعلان حالة الطوارئ العالمية. وأشاد د. مايك ريان، باستجابة الصين لتفشي المرض المميت، قائلا: “التحدي كبير، لكن الاستجابة كانت هائلة”. ومن المقرر أن تجتمع منظمة الصحة العالمية، لمناقشة ما إذا كان الفيروس يشكل حالة طوارئ صحية عالمية. وبدأ تفشي المرض عالمياً من مدينة ووهان الصينية، بمقاطعة هوبي وسط البلاد. وانتشر الفيروس في جميع أنحاء الصين ثم انتقل إلى 16 دولة على الأقل على مستوى العالم، بما في ذلك تايلاند وفرنسا والولايات المتحدةوأستراليا. وتوفي أكثر من 130 شخصاً في الصين وأصيب ما يقرب من 6000 شخص. وحتى الآن لا يوجد علاج محدد أو لقاح ضد المرض. ومع ذلك، فقد تعافى عدد من الأشخاص بعد خضوعهم للعلاج. وقال د. ريان من منظمة الصحة العالمية، إنه تم جمع فريق دولي من الخبراء للذهاب إلى الصين والعمل مع الخبراء هناك لمعرفة المزيد حول كيفية انتقال المرض. وأضاف، “نحن في منعطف مهم في هذا الحدث. نعتقد أن سلاسل انتقال الفيروس هذه يمكن أن تتوقف”. وتمكن العلماء في أستراليا من إعادة تخليق فيروس كورونا الجديد معمليا خارج الصين، مما أثار الأمل في أنه يمكن استخدامه لتطوير اختبار تشخيص مبكر للمرض قبل تطوره. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي زار الصين هذا الأسبوع، إن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس كانوا يعانون من “أعراض معتدلة للعدوى”، ولكن حوالي 20 في المئة عانوا من تأثير حاد مثل الالتهاب الرئوي والفشل التنفسي. وقال إن الصين “تحتاج إلى تضامن العالم ودعمه”، “والعالم يجتمع معا لإنهاء تفشي المرض، بالاعتماد على الدروس المستفادة من تفشي أمراض سابقة”. وأضاف غيبريسوس أن منظمة الصحة العالمية “تشعر بأسف شديد” لأنها أشارت في ثلاثة تقارير الأسبوع الماضي إلى أن الخطر العالمي من الفيروس “معتدل”، بدلاً من التنبيه إلى أن الخطر “مرتفع”. ووصف انتشار المرض من شخص إلى شخص في ألمانيا وفيتنام واليابان بأنه مثير للقلق، وقال إن الخبراء سيبحثون هذا الأمر يوم الخميس، عند اتخاذ قرار حول إعلان حالة طوارئ عالمية. ويعيش سكان المدينة في عزلة وخوف. تم حظر معظم أشكال حركة المرور، واحتجاز 11 مليون شخص في منازلهم، في محاولة للحد من انتشار الفيروس. وظهرت مقاطع فيديو عبر الإنترنت لسكان بعض البنايات وهم يهتفون من وراء النوافذ “ووهان جيايو!” والتي تعني “كوني قوية ووهان!”. وانتشرت مقاطع الفيديو على موقع ويبو للتواصل الاجتماعي، وهو موقع تواصل اجتماعي خاص بالصين فقط يشبه موقع تويتر، حيث ينشر أشخاص من جميع أنحاء البلاد رسائل داعمة. وكتب أحد الشخاص على الموقع: “سنتجاوز هذا. ووهان جيايو، البلد كله يدعمك”. وقال رجل في الخمسينيات من عمره لوكالة الأنباء الفرنسية، في أحد الشوارع المهجورة: “هذا هو اليوم الأول منذ الإغلاق الذي أتمكن فيه من الخروج”. وأوضح أنه ليس لدية طعام، أنا “بحاجة لشراء الطعام”. ويتم إجلاء المئات من الرعايا الأجانب من ووهان، حيث ظهر الفيروس لأول مرة، وتحركت اليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإعادة رعاياها. ووصل نحو 200 مواطن ياباني إلى مطار هانيدا بطوكيو، وغادر 240 أمريكياً ووهان بالفعل بينهم أفراد يعملون في القنصلية الأمريكية المحلية، يوم الأربعاء. وبحسب شبكة سي إن إن الأمريكية قد يضطر الأمريكيون الذين تم إجلاؤهم إلى البقاء في العزل الصحي في المطار لمدة تصل إلى أسبوعين.