اعتبر عبد الغني الدهدوه رئيس “الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير”، تراجع مبيعات الإعلام الورقي أثر بشكل واضح على فن “الكاريكاتير”، خاصة وأن الصحف الورقية هي المحتضن الأساسي لهذا الفن، مشيرا إلى أن المواقع الإلكترونية تعاملها يختلف عن الشكل الذي كانت تتعامل به الصحف الورقية. وأضاف الدهدوه، في حديث مع موقع “لكم”، على هامش الجمع العام العادي “للجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير” الذي احتضنته مدينة طنجة نهاية الأسبوع الذي ودعناه، أن حرية التعبير بالنسبة لفن “الكاريكاتير” هي محدودة، لكن مقارنة بالوضع العربي أو الدول التي تشبه للمغرب، هي حرية لا بأس بها.
واعتبر المتحدث، أن الوضع في المغرب على الأقل يتيح قول نصف الحقيقة أو أكثر لأنه لا يمكن قول كل شيء، خاصة وأن هناك خط أحمر معروف ومع ذلك هناك تحسن، مشيرا إلى أنه في التسعينات على سبيل المثال كان يقال لنا لا ترسموا الأشخاص، اليوم نحن نرسم الأشخاص بكل حرية، صحيح أن جرعة الحرية لها حد معين لكن الأن الأمر يحتاج إلى نضال لتوسيع هامش حرية التعبير وبخصوص وضعية هذا الفن، أشار الدهدوه، إلى أن رسام “الكاريكاتير” لديه وضع خاص، مضيفا، فهو وإن كان موجود في الصحافة فهو لا يشبه الصحافة في طريقة التعامل معه، في وظيفته، معتبرا أنه مع خطوط التماس مع الفنان التشكيلي ومع الصحفي، هو باقة من الفنون وبالتالي فوضعه يختلف ومميز، مبرزا أن هذه الوضعية وهذه الحالة غير مفهومة عند الرسميين على الخصوص، وحتى عند المتلقي بشكل عام. الكاريكاتير والجهات الرسمية من الأهداف التي تحدث عنها رئيس “الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير”، هي محاولة ترسيخ ثقافة فن الكاريكاتير بين الناس، وإسماع صوت الفنان، وشرح وضع الفنان عند الجهات الرسمية، ضاربا المثال، بما جرى في الدورة الأخيرة لجائزة الصحافة التي اضطرت إلى إلغاء صنف “الكاريكاتير” من المسابقة، لأن القوانين الضابطة للمسابقة هي خاصة بالصحفيين ولا يمكن أن تسري على رسام الكاريكاتير. وأكد الدهدوه، أن الجمعية تحاول أن تفتح حوار مع الجهات الرسمية وخاصة الوزارة الوصية، بهذا الخصوص، لأن بعض قوانين جائزة الصحافة تحتاج إلى تغيير ليتمكن الرسام الكاريكاتور من المشاركة ولخلق المنافسة، مشيرا إلى أن كل هذا يحتاج إلى حوار مع الجهات الرسمية لنضعهم في الصورة ونشرح لهم وضعية الفن، فحسب ما يبدو يضيف الدهدوه أخدوا الأمور بسطحية ولم يراعوا خصوصية هذا الفن وهي تختلف تماما عن خصوصيات العمل الصحفي. فوضى في التعامل مع الكاريكاتور على هذا المستوى أكد الفنان، على أن هناك فوضى في التعامل مع فنان الكاريكاتير، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من المواقع الإلكترونية تعتبر أن الرسم ليس له ملكية فكرية ويتعاملون معها باستخفاف كبير، ويتم نشرها أحيانا بعد حذف اسم الرسام وأحيانا تنقل دون ذكر المصدر، مستدلا بما حدث في الأسبوع الماضي حيث جاء شخص وجمع جميع أعماله ووضعها في موقع أمازون، مؤكدا على ضرورة تظافر جهود كل الفنانين حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم . واعتبر عبد الغني الدهدوه، أن من مهام الجمعية التي يترأسها تحقيق التواصل، خاصة وأن من أهداف الجمعية الانفتاح على المؤسسات التعليمية وعلى الطفل وعلى ذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضا على مستوى البحوث، مشيرا إلى أن هناك أيضا مجموعة من الفنانين الصاعدين يرغبون في تحقيق ذاتهم في فن الكاريكاتير يحتاجون إلى فنانين محترفين ليستفيدوا منهم. من جهة أخرى، كشف الدهدوه، أن مجموعة من الفنانين يتوصلون بعدد من الطلبات من الطلبة يريدون إجراء بحث في الموضوع، فيجد هؤلاء أنفسهم دون مخاطب، وكفرد لا يمكن للفنان أن يتعامل بشكل احترافي مع الطالب حتى يتمكن من تقديم المادة المطلوبة. محاولات سابقة لخلق إطار وبخصوص تأخر تأسيس إطار يجمع رسامي الكاريكاتير، قال الدهدوه، كانت هناك محاولات عديدة لتأسيس إطار يجمع رسامي هذا الفن لكنها لم توفق، بسبب التقاطبات السياسية التي كانت تميز مرحلة الستينات والسبعينات والثمانينات، وأيضا بسبب الإيديولوجيات المتباينة، وبالتالي كان الانسجام غائب لتحقيق الهدف، هذا فضلا عن محاولات الأحزاب التدخل بطريقة غير مباشرة وبالتالي كان التأسيس صعب، اليوم تحقق الأمر لكن بصعوبة كبيرة. وأشار المتحدث، إلى أن تجربة “الكاريكاتير” انطلقت بداية ستينات القرن الماضي، واستمرت عبر عقود، إلى حدود مرحلة التسعينات حيث ظهر مجموعة من الشباب الذين ترافق ظهورهم مع نوع من حرية التعبير وبعد سنة 2000 ظهرت صحف ورقية أعطت مساحة واسعة لفن “الكاريكاتير”. إعادة انتخاب الدهدوه وكانت “الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير”، قد عقدت مساء السبت 25 يناير 2020 بمقر مندوبية الثقافة بطنجة، جمعها العام العادي خصص لمناقشة التقريرين الأدبي والمالي وتعديلات القانون الأساسي وانتخاب المكتب الجديد. وخلال هذا الجمع، تمت مناقشة عمل الجمعية منذ تأسيسها سنة 2017 بما في ذلك الأنشطة التي نظمتها والإكراهات التي واجهتها وعملها من أجل تنظيم وتأطير وتقوية مجال الكاريكاتير في المغرب، باعتباره مجالا فنيا وإعلاميا يواجه العديد من التحديات. وعرض المكتب المسير المنتهية ولايته تقريريه الأدبي والمالي، اللذان تم التصويت عليهما بالإجماع بعد مناقشتهما، كما تم عرض تعديلات القانون الأساسي الهادفة إلى مواكبة التطور الذي يشهده المجال من جهة، وإتاحة فضاءات أرحب للجمعية للاشتغال خلال الفترة المقبلة، ووافق المؤتمرون بالإجماع على مضامين النسخة المُعدلة من القانون بعد مناقشتها وطرح مجموعة من الإضافات والتعديلات والأفكار عليها، والتي فُوض لأعضاء المكتب الجديد صياغتها وفق ما تم طرحه في الجمع العام. وعقب ذلك قدم المكتب المسير المنتهية ولايته استقالته، ليُفتح الباب أمام استقبال الترشيحات لترؤس الجمعية في وجه المؤتمرين، حيث قدم عبد الغني الدهدوه ترشيحه منفردا في ظل توافق باقي الأعضاء، الذين صوتوا عليه بالإجماع رئيسا لولاية ثانية. وأعلن الرئيس المنتخب للمكتب المسير للجمعية أن الباب مفتوح أمام جميع رسامي الكاريكاتير، وكذا الأشخاص الراغبين في العمل من أجل تطوير هذا المجال من المشارب الفنية والإعلامية ذات الصلة، للالتحاق بهذا الإطار. وفي أعقاب ذلك اختار أعضاء الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير، الفنان الرائد، العربي الصبان، رئيسا شرفيا، تقديرا له على الدور الكبير الذي أسداه لميدان الكاريكاتير المغربي. وهكذا تم انتخاب عبد الغني الدهدوه رئيسا، وجابرعدنان نائبا للرئيس، والكاتب العام: محمد سعداني، ونائب الكاتب العام: خالد كدار، وأمين المال: محمد الخو، ونائب أمين المال: علي غامر، كما تم اختيار نزيهة البشير العلمي مستشارة مكلفة بالتواصل، ومحمد الخزوم مستشار مكلف بالعلاقات العامة، وحمزة المتيوي مستشار مكلف بالإعلام. وللإشارة فإن الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير التي تأسست بمدينة شفشاون في 25 نونبر 2017، تعمل على تحقيق العديد من الأهداف المسطرة في قانونها الأساسي والهادفة أساسا إلى التعريف بفن الكاريكاتير ونشر ثقافته وترسيخه كجنس إبداعي وصحافي، بالإضافة إلى دعم فنانيه واحتضان مواهبه وتشجيعهم وإبراز مؤهلاتهم الإبداعية والتعبيرية.