نددت الجمعية المغربية لحقوق الانسان ب "الانتهاكات التي تطال حقوق اللاجئين وطالبي اللجوء" من طرف السلطات المغربية، والتي تكرس "دور الدركي الذي تلعبه الدولة المغربية لصالح اوروبا"، حسبما جاء في بيان للجمعية. وطالبت اكبر هيئة حقوقية مغربية بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الموافق في 20 يونيو، الدولة المغربية ب"تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها الدولية بشأن اللاجئين وطالبي اللجوء والعمل الجدي على حماية حقوقهم واحترام كرامتهم". كما طالب البيان دول الاتحاد الأوربي ب "فتح الحدود في وجه اللاجئين الذين يرغبون في العيش في بلدانهم والغاء كل القوانين التي تنتقص من كرامتهم ومن حريتهم في التنقل وفي اختيار اماكن اقامتهم". وسبق للجمعية ان نشرت تقريرين من مدينتي تاوريرت ووجدة شرق المغرب، يرصدان التسلسل الزمني للمداهمات والاعتقالات والتدخلات التي طالت مهاجرين قادمين من دول جنوب الصحراء الى حدود الأسبوع الثاني من يونيو الحالي. واعتبرت الجمعية ان اهم ما ميز هذه السنة في المغرب هو "الهجوم الممنهج للسلطات ضد الافارقة جنوب الصحراء (...)، وتعريضهم للتنكيل والترهيب والممارسات الحاطة من الكرامة، والترحيل خارج اطار القانون وفي شروط مهينة وقاسية". ويصف البيان تدخل السلطات المحلية ب"التحريض على الكراهية والعنصرية اتجاه المهاجرين وسط السكان، مما يجعلهم عرضة لكافة اشكال العنف والحرمان". ورغم مصادقة الدولة المغربية على اتفاقية جنيف المتعلقة بحقوق اللاجئين منذ سنة 1956 وعلى العديد من العهود والمواثيق الدولية الاخرى ذات الصلة، الا ان المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء، حسب البيان، "غالبا ما تنتهك حقوقهم الأساسية من طرف السلطات". ولا يتمتع اللاجئون حسب الجمعية ب"الحق في حرية التنقل وممارسة حياتهم بشكل طبيعي والاستفادة من الخدمات العمومية"، بل ان المتوفرين منهم على بطاقة لاجئ "لا يسلمون بدورهم من المضايقات اثناء حملات مداهمة ومطاردة المهاجرين الغير النظاميين". واعتبر بيان الجمعية ان معاناة اللاجئين وطالبي اللجوء "تتفاقم بحرمانهم من حقوقهم الأساسية (...) اضافة الى الصورة النمطية السائدة اتجاههم كمصدر للتهديد والمخاطر لا كضحايا في حاجة للحماية، مما يجعلهم في مواجهة التعصب والتمييز والكراهية". وتقدر السلطات المغربية عدد المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء بأقل من 15 الفا، فيما تقول الجمعيات العاملة في ميدان الهجرة ان عددهم يقارب 25 الفا، ويعتبر اغلبهم المغرب أقرب نقطة عبور لتحقيق حلم الهجرة الى اوروبا. وسجلت المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة للعام 2011 حوالي 800 ألف لاجئ جديد أجبروا على الفرار من بلدانهم الى الخارج، ومع نهاية 2011 سجل حوالى 5.42 مليون شخص في العالم بين لاجئين (4.15 مليون) ونازحين داخل بلادهم (4.26 ملايين) وطالبي لجوء (895 ألف). ويشكل الرقم تراجعا مقارنة بآخر 2010 حيث بلغ 7.43 مليون، وتسجل أفغانستان اكبر عدد من اللاجئين في العالم (7.2 ملايين) يليها العراق (7.1 ملايين) والصومال (1.1 ملايين) والسودان (500 الف) وجمهورية الكونغو الديموقراطية (491 الفا).