دعت الجمعية المغربية لحقوق الانسان, اكبر منظمة حقوقية غير حكومية في المغرب رئيس الحكومة المغربية عبد الاله ابن كيران, الى حماية المهاجرين الافارقة غير الشرعيين من العنف الذي يتعرضون له. وقالت الجمعية في رسالة موجهة ايضا الى وزيري الداخلية والعدل والحريات ورئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان, انها تدعو رئيس الحكومة ومن خلاله "الدولة المغربية بمختلف اجهزتها الرسمية لتحمل المسؤولية في التزاماتها الدولية المرتبطة بحقوق المهاجرين وضمان حقوقهم وكرامتهم الانسانية و ضمان سلامتهم البدنية". وجاءت رسالة الجمعية بعدما "قامت السلطات في مدينة تاوريرت (شرق المغرب) بمعية مجموعة من الاطفال والمنحرفين بشن هجوم على المخابئ التي يتخذها المهاجرون المنحدرون من دول افريقيا جنوب الصحراء, حيث تم رجمهم بالحجارة, مما خلف اصابات في صفوفهم", حسبما افاد فرع الجمعية في المدينة. ونبهت الجمعية المغربية لحقوق الانسان الى "خطورة هذا الوضع وهذه الممارسات العنصرية التي عاينتها عن كثب". وقالت ان "لدينا شهادات موثقة تثبت مدى فظاعة الممارسات اللانسانية التي ترتكبها كل السلطات بالمدينة". وذكرت الجمعية المغربية لحقوق الانسان انه "منذ الاثنين الماضي تعمل السلطات على محاصرة الافارقة من جنوب الصحراء حيث تم رجمهم بالحجارة في واضحة النهار وتحت جنح الليل". واكدت ان عملية الرجم والرمي بالحجارة "لا زالت مستمرة في حملة منظمة" وصفها الحقوقيون ب"العنصرية" وتستهدف المهاجرين. كما تم اغلاق كل المنافذ المؤدية الى محطة القطار في وجه هؤلاء الافارقة ومطاردتهم بالاحجار والعصي والاسلحة البيضاء" حسب الجمعية. وذكر البيان الصادر عن الجمعية المغربية لحقوق الانسان ان المهاجرين الافارقة "فوجئوا بحملة مداهمة قوية من طرف السلطات المحلية والاقليمية والامنية بتاوريرت". وتم اعتقال ما لا يقل عن عشرة مهاجرين كلهم من جنسية كاميرونية بعدما تمت محاصرتهم بالاحياء المجاورة لمحطة القطار. وأكد بلاغ الجمعية انه "قبل ان يتم ترحيلهم (...) الى الحدود المغربية الجزائرية تم تعنيفهم ماديا باللكم والضرب ورمزيا بالكلام الذي يحط من الكرامة الانسانية والمشحون بالعنصرية والتمييز". واشارت الجمعية انه تم تحت اشراف السلطات هدم "كل المخابئ والعشش التي كان يقطنها المهاجرون والمبنية بالقش والبلاستيك (...) وتم اضرام النار في كل امتعة ووثائق هؤلاء اللاجئين". ودعت الجمعية الاطراف التي وجهت لها الرسالة الى "فتح تحقيق في الموضوع ووضع حد لهذه الممارسات العنصرية في حق الافارقة المهاجرين من جنوب الصحراء". وتقدر السلطات المغربية عدد المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء ويعيشون على اراضيها بأكثر من عشرة آلاف مهاجر, في حين تقدرهم الجمعيات غير الحكومية المشتغلة في ميدان الهجرة بأكثر من عشرين الفا يعيشون في احياء هامشية بالمدن المغربية الكبرى.