دعا نزار بركة، الأمين العام لحزب “الإستقلال” إلى العمل على تعزيز الحقوق والحريات، ودخول مرحلة جديدة، بعد التعثر والانتظارية التي عرفتها فترة ما بعد دستور 2011. واعتبر الأمين العام لحزب الميزان، في كلمة ألقاها في افتتاح لقاء تخليد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، المنظم اليوم السبت تحت شعار “الوعي الوطني المتجدد ومقومات المواطنة”، أن الشعور الوطني، أصبح يعتريه نوع من الاجهاد والفتور، والذي تعكسه الأعداد المتزايدة للمغاربة الراغبين في الهجرة والذين تجاوزت نسبتهم 25% ، والأعداد الضخمة للمغاربة المجنسين في أوروبا خلال السنة الماضية.. بسبب اتساع الفوارق الاجتماعية وتراجع قيم التضامن والتماسك والتآخي، وانعدام الثقة في الغير والأحزاب والنخب السياسية، في مقابل تنامي مظاهر التصادم والعنف والحيف. وفي حديثه عن عمل لجنة إعداد النموذج التنموي، اعتبر بركة، أن انطلاق ما وصفه ب “الورش”، يعد بمثابة ” فرصة ينبغي عدم اهدارها، مشددا على ضرورة ضمان انخراط المواطنين والاستماع إليهم وإدراج اقتراحاتهم حول النموذج التنموي، من أجل المساهمة في بناء مصير مشترك للمرحلة القادمة قائم على العدالة والمواطنة الكاملة”. وانتقد الأمين العام، “تفكك الحكومة وصراعاتها الداخلية”، والتي اعتبر أنها عطلت مهام الحكومة وأهدرت زمن الإصلاح، وأبعدت المغرب عن مسار تحقيق الصعود الاقتصادي، نتيجة تراجع مردودية الاستثمارات الوطنية وضعف نجاعة السياسات الوطنية وتوسيع الفارق بين الطبقات الاجتماعية وتقليص فرص الشغل وزيادة نسب البطالة. وأضاف بركة، أن المغرب أصبح يعرف انتشار ظاهرة “توريث الفقر الجيلي” بسبب سوء التوزيع العادل للثروة وتكريسها بين أيادي فئات دون أخرى. ودعا بركة في كلمته، الحكومة إلى الاستلهام من وثيقة المطالبة بالاستقلال والتي اعتبر أنها ما تزال ذات راهنية في ظل احتياجات الدولة المعاصرة، وحماية حقوق المواطنين وتمكينهم من حقوقيهم الأساسية، وحماية قدرتهم الشرائية، وحمايتهم من شطط الإدارة والجريمة والعنف والتطرف.