انطلقت، صبيحة اليوم الأحد، الحملة الانتخابية في الجزائر، وسط تدابير أمنية مُشددة، اتخذتها القيادة العُليا للجيش الجزائري، ووسط أجواء غلب عليها التوتر بسبب اتساع رقعة نداءات المقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت تدفع السلطة الجزائرية بقوة في اتجاه تنظيم الانتخابات الرئاسية المُقررة عمليا في 16 دجنبر القادم. وحرص أغلب المُرشحين على افتتاح حملتهم من مُحافظات جنوبية، حيث اختار ثلاثة مرشحين وهم كل من رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون ووزير الثقافة الأسبق عز الدين ميهوبي ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، مُحافظة أدرار الجنوبية لافتتاح الحملة الدعائية بينما اختار رئيس حزب طلائع الحُريات المعارض علي بن فليس ولايتي "تلمسان" الغربية مسقط رأس غريمه السابق الرئيس المتنحي عبد العزيز بوتفليقة ومُحافظة تمنراست أقصى جنوبالجزائر على الحدود مع النيجر لافتتاح حملته. بينما اختار المُرشح الإسلامي عبد القادر بن قرينة، النُزول إلى شوارع العاصمة، لاستدراج أصوات الناخبين لصالحه وإقناعهم بأهمية انتخابات كانون الأول القادم.
وعشية انطلاق الحملة الانتخابية، تعهدت القيادة العُليا للجيش الجزائري بتأمين الحملة الدعائية التي انطلقت اليوم، وتوفير ظروف نجاحها. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني، أن: " قيادة الجيش وجهت التعليمات الكافية والتوجيهات الضرورية لكل القوات والمصالح الأمنية المعنية لتوفير الشروط الملائمة لتمكين الشعب الجزائري من المشاركة القوية والفعالة في الحملة الانتخابية وفي الاستحقاق الرئاسي المقبل بكل حرية وشفافية". وتعهدت: " بتمكين المواطنين والمترشحين من التحرك والتعبير في جو يسوده الاطمئنان والأمن عبر مختلف أرجاء الوطن عشية انطلاق الحملة الانتخابية". كما تعهدت "بالتأمين الشامل للعملية الانتخابية واتخاذ كل الإجراءات الأمنية والترتيبات الضرورية لتوفير الظروف لسير ونجاح هذا الاستحقاق الانتخابي". ودعت وزارة الدفاع "المواطنين الغيورين على وطنهم" إلى " الوقوف إلى جانب قوات الجيش ومختلف مصالح الأمن التي هي مجندة ليل نهار وبيقظة كبيرة للوقوف صفا واحدا لإنجاح هذا الموعد المصيري في حياة ومستقبل البلاد ورفع التحدي الذي يعزز مكانة وسمعة الجزائر". وعلى النقيض، انتقدت أحزب معارضة بشدة العملية الانتخابية، حيث وصفها حزب (التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (حزب علماني معارض) ب " المهزلة " التي ترمي إلى محاولة استنساخ النظام السياسي من خلال مسعى محسوم النتيجة ". وأشاد الحزب ب: " العزيمة الثابتة التي يبديها المواطنون للمضي قدمًا من أجل إنهاء الحكم الذي حرم الجزائر من مشروع تنموي كان في متناولنا ". وقاطعت أحزاب إسلامية الانتخابات الرئاسية القادمة على غرار حركة مجتمع السلم (أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد) وجبهة العدالة والتنمية (حزب إسلامي).