كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن القناتين التلفزيتين "المغربية" و" القناة الثانية"، وما أثارته تصريحات العرايشي أوسيطايل أو سليم الشيخ من ردود أفعال بخصوص دفاتر التحملات، إلا أنه لا أحد تحدث عن باقي القنوات، والكثير تجاهل أن المغرب له ثماني قنوات تلفزية. ربما لأن مسؤوليها لا يملكون "النفود" الدي يملكه مدير صورياد دوزيم، أو لأنها غير ذات أهمية لأنها لا تتمتع بنسبة كبيرة من المشاهدة. إلا أنه ومن باب الإنصاف، كان بود الفاعلين في القطاع، وبإشراف مباشر من الجهة الوصية، العمل على فتح نقاش عمومي بشأن كل القنوات، وليس المغربية أو القناة الثانية فقط، وأخص بالذكر هنا، القناة الأمازيغية التي ما تزال تتخبط خبط عشواء، وتعيش على فتاة الآخرين، ولا يدري أي أحد ما تود القيام به، وما هي المشاريع المستقبلية لها، وما هي الشريحة المستهدفة، والأمر المهم ما هي اللغة التي تتكلم بها. المتتبع للقناة الأمازيغية يجد نفسه أمام قناة لا تعبر بأي حال من الأحوال عن مختلف مكونات المجتمعات الأمازيغية، بحيث نكاد لا نجد إلا فئة كبيرة تتمثل في جهة سوس. أستغرب من هدا الوضع الذي لا يعبر عن الأهداف الأساسية للقناة الأمازيغية، فقد أسست من أجل أن تمثل كل الأمازيغيين وأن تعبر عن مشاكلهم وثقافاتهم وطرق عيشهم بمختلف مناطق المغرب. إلا أن المتمعن في الأمر يدرك بأن الجهة التي استطاعت الإستحواد على القناة نجدها ممثلة في مراكز القرار خصوصا بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، هدا الأخير "اللي ترجينا براكتو"، استطاع أن يمثل الأمازيغيين بشكل رسمي، لكن ليس كل الأمازيغيين يعترفون به ممثلا شرعيا لهم، لأنه وببساطة، لا يروقهم ولا يرقى إلى مستوى طموحاتهم، ولأنهم يرفضون تسييس وإدارة القضية الأمازيغية، وجعلها مورد ثراء للبعض ممن يعتبرون أنفسهم قادة. الإشكال إذن يكمن في عدم توظيف إمتيازات دستور 2011 بشكل جيد؛ الوثيقة التي شرعنت للتعددية وترسيم الأمازيغية في مجالات الحياة العامة، في انتظار إحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية. وعدم استغلال مجهودات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، رغم زلاته، بما يخدم التعدد الإثني واللساني الأمازيغي بشكل جيد. ناهيك عن ما تعيشه القناة الأمازيغية من إعادة الإنتاج، وضعف المردودية، وتدني الخدمات، وأيضا ضعف ساعات البث التي لا تتجاوز عشر ساعات... كل هدا في زمن نجد فيه القناة الثانية تعيش ترفا بدون مراقبة، واعتمادات خيالية، مكافئات وتعويضات مثالية للفنانين...، بالمقابل أخطاء مهنية بالجملة، عجز الميزانية، إسعافات الدولة بملايين الدراهم...، ولكي تعلمو أنكم بالفعل مازلتم في مغرب الثمانينات، أنظروا إلى ما أفرزته دفاتر التحملات من ردود أفعال تبرز تحكم لوبيات لا علاقة لها يالإدارة والسياسة في الدفاع عن برامج تلفزيونية تدر الربح عليهم، وليس الربح الثقافي والتربوي والعلمي، إنهم ذوو النفوذ الإقتصادي الدين يفرضون ما شاؤو على المغاربة رغما عن أنوفهم، وحتى الحكومة إنحنت للعاصفة.