اندلعت صباح يوم الثلاثاء فاتح ماي، مواجهات دامية بين الطلبة وقوات الشرطة التي تدخلت لمنعهم من إلقاء كلمة أثناء اختتام مسيرة شاركوا فيها بمناسبة فاتح ماي، وأصيب خلال التدخل، حسب مصادر طلابية، ما يزيد عن 40 طالبا بجروح ورضوض متفاوتة. وشارك عدد كبير من الطلبة ينتمون لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي اليساري بجامعة محمد بن عبد الله، في المسيرة العمالية التي نظمها الاتحاد المغربي للشغل، وتجمع الطلبة في مسيرة "شبه مستقلة" وسط مسيرة العمال، ورددوا شعارات "ثورية" تطالب ب"إسقاط النظام"، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الذين يخوضون إضرابات مفتوحة عن الطعام. ومع وصول المسيرة إلى ساحة المقاومة نظم الطلبة حلقية كبيرة من أجل إلقاء كلمة وقراءة بيان بمناسبة فاتح ماي، حيث تدخلت قوات الشرطة والقوات المساعدة في حق الطلبة، مما خلف العديد من الإصابات وحالات الإغماء في صفوفهم، قبل أن تتطور الأوضاع إلى مواجهات بالقرب من السكة الحديدية، وأثناء مطاردة الطلبة بغابة "ظهر المهراز" سقط العديد منهم في أوحال "واد المهراز" الذي تصب فيه مجاري الواد الحار. كما تدخلت القوات العمومية صباح اليوم نفسه في حق نشطاء حركة 20 فبراير بفاس، الذين كانوا يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية بساحة فلورانسا تضامنا مع تتعرض له الطبقة العاملة بمناسبة العيد الأممي للعمال، كما منعتهم قوات الشرطة من الالتحاق بمسيرات النقابات وحاصرتهم بالقرب من ساحة المقاومة، وأسفر التدخل عن إصابة 6 أعضاء من الحركة بجروح على مستوى الرأس، كما اعتدى أحد مسؤولي الشرطة على مدير موقع "فاس نيوز" الذي كان يلتقط صورا للتدخل، حيث أصيب بجروح غائرة على مستوى الرأس، حيث نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. وعرفت المسيرات العمالية التي نظمتها مختلف النقابات بمناسبة فاتح ماي بفاس مشاركة ضعيفة للعمال في هذه المسيرات، وهو ما أرجعه مصدر نقابي إلى ضعف التأطير النقابي بسبب الهجومات التي تشنها "الباطرونا" على الحريات النقابية داخل المؤسسات الإنتاجية.