أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة ب"شجاعة وكرامة" الشعب التونسي داعيا الى اجراء انتخابات "نزيهة وحرة" عقب الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي, بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض. وقال أوباما في البيان "أدين واستنكر استخدام العنف ضد المدنيين في تونس الذين يعبرون سلميا عن رأيهم, وأشيد بشجاعة وكرامة الشعب التونسي". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة تقف مع المجتمع الدولي شاهدا على هذا النضال الشجاع من اجل الحصول على الحقوق العالمية التي علينا جميعا أن نلتزم بها, وسنتذكر لفترة طويلة صور الشعب التونسي وهو يسعى إلى جعل صوته مسموعا". وقال أيضا "أدعو كل الأطراف إلى المحافظة على الهدوء وتجنب العنف, وأدعو الحكومة التونسية إلى احترام حقوق الإنسان وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في المستقبل القريب, تعكس الإرادة والتطلعات الحقيقية للشعب التونسي". وأكد أوباما أن "على كل بلد أن يمنح الحياة لمبدأ الديموقراطية بطريقته, بناء على تقاليد شعبه". وأضاف أن "الدول التي تحترم الحقوق العالمية لشعوبها هي أقوى وأكثر نجاحا من الدول التي لا تفعل ذلك". وتابع "لا اشك في أن مستقبل الشعب التونسي سيكون أكثر إشراقا إذا ما قادته أصوات الشعب التونسي". وكانت الولاياتالمتحدة حليفا للرئيس بن علي في مكافحته التطرف الإسلامي, مع انتقادها في الوقت عينه سلوك نظامه في مجال حقوق الإنسان. بدورها أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن أملها في العمل مع التونسيين طوال هذه الفترة الانتقالية للسلطة. وقالت كلينتون "نحن مصممون على مساعدة الشعب والحكومة على إرساء السلام والاستقرار (في تونس) ونأمل أن يعملا سويا من اجل بناء مجتمع أقوى وأكثر ديموقراطية ويحترم حقوق الناس". أما السناتور الديموقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ فاعتبر أن فرار الرئيس بن علي "ستتجاوز تداعياته حدود تونس". وقال إن الشرق الأوسط يضم احد أكثر الشعوب الفتية في العالم وهي شعوب "تتطلع إلى مستقبل خال من أي قمع سياسي وفساد والجمود اقتصادي". من جهة أخرى أعلنت الحكومة السعودية فجر السبت استضافة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأسرته في المملكة بعد فراره من تونس اثر انتفاضة شعبية. وقال الديوان الملكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) "رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة". وكان مصدر سعودي أعلن لوكالة فرانس برس أن طائرة تقل بن علي حطت ليل الجمعة السبت في مطار جدة (غرب), في حين أكد مصدر ملاحي أن الرئيس التونسي الفار نزل من الطائرة إلى صالون الشرف في المطار. وأكد بيان الديوان الملكي على "تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء, وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق". ولفتت الحكومة السعودية إلى أنها "وإذ تعلن وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي الشقيق لتأمل, بإذن الله, في تكاتف كافة أبنائه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه". وغادر بن علي تونس الجمعة بعد أسابيع من الاحتجاجات الدامية, فيما أعلن رئيس الوزراء محمد الغنوشي تولي السلطة مؤقتا. ا ف ب