طالب نور الدين اللجوي كاتب عام جمعية التواصل للصم بطنجة، بتكييف المناهج الدراسية لتتلاءم مع فئة الصم، التي قال إن لها خصوصيات منها أنه لا يمكنها استيعاب المقرر الدراسي المبرمج كسائر التلاميذ، وبالتالي لا بد من وضع منهاج دراسي يتلاءم مع هذه الفئة من أجل أن تكون أكثر عطاء ومن أجل ضمان تمدرسها بشكل جيد. وثمن اللجوي في تصريح لموقع “لكم”، مذكرة إدماج الإعاقة في المنظومة التربوية مسار، التي صدرت بداية الشهر الجاري، وتوصلت بها الأكاديميات بداية هذا الأسبوع، معبرا عن ارتياحه لهذه الخطوة التي وصفها بالمهمة، خاصة وأنها تأتي يضيف المتحدث، بعد تحركات الجمعيات ومنها جمعية التواصل التي نظمت العديد من الندوات والأيام الدراسية حول هذا الموضوع .
وأضاف في حديث مع “لكم” أن جمعية التواصل للصم بطنجة أخذت على عاتقها ملف تدريس الصم، موزعين على مستويات الأولي والابتدائي والإعدادي، رغم التحديات الكبيرة التي نواجهها، منها التحدي المادي، وتكوين الأطر، والمنهاج الدراسي المتعلق بفئة الصم، الذي وصفه بالحاجز الكبير أمام هذه الفئة، في انتظار تكييف المناهج الدراسية بشكل يتلاءم مع فئة الصم، مشيرا إلى الدور المهم الذي تقوم به الجمعية في الترافع والدفاع عن هذه الفئة. وعن كيف جاءت فكرة تدريس المرحلة الإعدادية لفئة الصم رغم كل هاته التحديات، قال اللجوي، بعد أن تمكن التلميذ إدريس الفارض من النجاح وهو ينتمي لفئة الصم، رغم أنه اجتاز الامتحان حر وغير مسجل في منظومة مسار، ازداد حماس الفكرة فترجمناها على أرض الواقع، وسنعمل على تطويرها وتجويدها رغم العوائق، وها هو تلميذنا الرائع يقوم بترجمة وثائقه الاشهادية من أجل الالتحاق بدولة بلجيكا لاستكمال مساره الدراسي. وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قد أعطت بداية شهر أكتوبر الجاري في رسالة وجهتها للأكاديميات الجهوية، الانطلاقة لاستعمال المكون الخاص بتسجيل التلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة بمنظومة مسار، وذلك تنفيذا لمقتضيات المقرر الوزاري 19/047 الصادر بتاريخ 24 يونيو 2019 بشأن التربية الدامجة للتلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة. وحسب الرسالة التي وقعها كاتب عام قطاع التربية الوطنية، فإن هذه الانطلاقة تأتي في سياق تنزيل البرنامج الوطني الذي يهدف إلى تمكين الأطفال في وضعية إعاقة من أن يجدوا مقعدهم الدراسي ضمن الفرص الممنوحة لباقي التلاميذ . وأضافت الوثيقة التي يتوفر موقع “لكم” على نسخة منها، أن انطلاق العمل بالمكون الخاص بتدبير تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة بمنظومة مسار، سيمكن من إحداث قاعدة للمعطيات الخاصة بالتلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة، والتتبع الفردي لهم، وتوفير الخدمات الإلكترونية للتواصل بين مؤسسات التربية والتعليم وأولياء الأطفال المستفيدين من التمدرس على غرار ما هو معمول به في منظومة مسار . وأشارت الرسالة إلى أن هذا المكون يشمل مجموعة من الوظائف تمكن من تهيئة قاعات الموارد لتأهيل لدعم الأقسام المدرسية الدامجة، وتدبير الموارد التعليمية والوسائل السمعية البصرية والمعدات المتاحة، كما تمكن من مسك المعطيات الخاصة بالجمعيات والأطر التابعة لها بالإضافة لمعلومات عن أصناف الإعاقة المعنية بالتمدرس، بالإضافة إلى أن هذه الوظائف تمكن أيضا من استخراج المعطيات الإحصائية حول التلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة المستفيدون سواء من المعدات الطبية أو من تكييف الامتحانات.