دعا الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب رجال الأعمال إلى الاستثمار في الثقافة والإبداع، مشيرا أن الاستثمار في هذا المجال له أهمية كبيرة لأنه لا يقف عند حدود خلق وتنميةِ الثروات أو تحقيق نسب نمو مطمئنة، بل يتعدى ذلك إلى تقوية التماسك الاجتماعي وإثراء الهوية الوطنية. وأضاف المالكي خلال مشاركته في المناظرة الوطنية الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية، التي تنظمها وزارة الثقافة على مدى يومين، أن الوقت قد حان للتفكير في بلورة قانون خاص ينظم ويؤطر آليات الرعاية الثقافية. وأكد المالكي أن المغرب وبالنظر إلى موقعه الجغرافي مطالب بالنهوض باقتصاد المعرفة والاتصال والمعلوميات، مختلف الصناعات الإبداعية، خاصة أننا نعيش في سياق عالمي مطبوع بالعولمة وضغوطها وإكراهاتها. وأبرز المالكي أن المغرب محظوظ لأنه هيأ لنفسه إطارا دستوريا جريئا أتاح لأول مرة في 2011، إمكانية تحصين الجسم الثقافي الوطني بمقتضيات دستورية وقوانين تنظيمية أساسية حول الشأن الثقافي واللغوي. وعبر المالكي عن أمله في أن تسهم هذه المناظرة في مساعدة الفاعلين والفاعلات في الشأن الثقافي على تسهيلِ استمالة مشاريع استثمارية شجاعة، وواعية بأهمية المردودية المادية، والاستراتيجية لتعاون وتكامل صناع الأفكار، وصناع القرار السياسي والاقتصادي. وتابع المالكي كلامه قائلا:” ولَطَالَما ألححت في بَعْضِ دراساتي المنشورة، وبعضِ مقالاتي وحواراتي الإعلامية، على الأهميةِ القُصْوَى للمادةِ الثقافيةِ في كافةِ مشاريع التنمية والبناء الاقتصادي والاجتماعي، وفي انفتاحِ المغربِ والمغاربة على العالَم، وعلى العصر”. وأكد رئيس مجلس النواب أن الصناعات الثقافية والابداعية أصبحت مصدراً حاسماً في المُنَافَسَات الاقتصادية والتجارية والعِلْميةِ والتكنولوجية، وفي التَّسابُق نحو مَوَاقِع متقدمةٍ ومُؤَثّرةٍ في اقتصادِ المعرفةِ، وبناءِ مجتمعاتِ المعرفةِ وتَدَاوُلِ المَعْلُومَة وتَدْبِيرِها. ودعا المالكي إلى أخذ المثال بما تجنيه عدة بلدان في العالم، في آسيا وأفريقيا بالخصوص، وكذا في أروبا وأمريكا، وأساسا في أستراليا وبريطانيا اللتين كانتا أول من استعمل مفهوم الصناعات الإبداعية، في التسعينيات الماضية، من الصناعاتِ السينمائية والموسيقية والدراما التلفزيونية والموضة والتصاميم والخدمات الرقمية والفنون التشكيلية وصناعات الكِتَاب والنشْر والقراءة.