قال الفريق أحمد قايد صالح قائد الأركان الجزائري اليوم ان قيادة الجيش اكتشفت مؤامرة لتدمير البلاد مع بداية الازمة وتصدت لها على مراحل وفق استراتيجية محكمة. جاء ذلك في كلمة له أمام قيادات عسكرية خلال زيارته إلى المنطقة العسكرية السادسة (جنوب) ونقل مضمونها التلفزيون الحكومي.
وحسب صالح “أدركنا منذ بداية الأزمة أن مؤامرة تحاك في الخفاء ضد الجزائر وشعبها وكشفنا خيوطنا في الوقت المناسب (..) ووضعنا استراتيجية لمواجهتها على مراحل وفق ما يخوله لنا الدستور”. وتابع “قيادة الجيش قررت مواجهة العصابة ومخططاتها الدنيئة (..) الحمد لله لقد حافظنا على مؤسسات الدولة وسيرها الحسن بفضل الالتفاف بين الشعب وجيشه”. وشدد “تعهدنا أمام الله والوطن على مرافقة الشعب ومؤسسات الدولة (منذ بداية الحراك) ووفينا بالعهد”. ولم يكشف المسؤول العسكري عن طبيعة هذه المؤامرة ومن يكون وراءها، لكن ذكر كلمة “العصابة” التي عادة ما يطلقها على محيط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وكذا أتباع من يسمون الدولة العميقة في البلاد بقيادة مدير المخابرات السابق الفريق محمد مدين. وفي سياق آخر، أعلن قايد صالح توقيف وحجز العربات والحافلات التي تنقل المحتجين إلى العاصمة، وفرض غرامات مالية على أصحابها. وتقود السلطات الجزائرية حملة اعتقالات ضد أبرز الناشطين في الحراك الشعبي، تزامناً مع البدء في التحضير للانتخابات الرئاسية التي ستجري في 12 دجنبر المقبل. وهددت قيادة الجيش عدة مرات بكشف معلومات عن شخصيات وناشطين دون تسميتهم ينفذون حسبها مخططات وضعها النظام السابق وجهات أجنبية من أجل خلق الفوضى في البلاد بتعطيل أي حل سياسي للخروج من الأزمة. وقبل يومين أعلن الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح تحديد تاريخ انتخابات الرئاسة في 12 دجنبر القادم لاختيار خليفة بوتفليقة وذلك بعد دعوة من قيادة الجيش إلى ضرورة التعجيل بالاقتراع “لأن الوضع لا يحتمل التأخير” حسبها. وتتواصل بالجزائر المظاهرات الشعبية المطالبة بضرورة رحيل كل رموز نظام بوتفليقة فيما ترفض أحزب ومنظمات أغلبها علمانية ويسارية مقترح الانتخابات وتطالب بمرحلة انتقالية عبر وقف العمل بالدستور الحالي وتقول أن قيادة الجيش تحاول فرض أجندتها حول الأزمة لمنع انهيار النظام.