حزب واحد قد يكفي، لقياس مستوى الإفلاس الأخلاقي، وقد يكشف إلى أي حد ينجح الانتهازيون، وسماسرة القيم، في الانسلال إلى هرم المؤسسات، والتحكم في مصير البلد. آراء أخرى * الاستثناء المغربي بين الواقع السلطوي والأفق الديموقراطي حسن الزواوي* * سؤال البديل/المسؤولية والمساءلة نور الدين العوفي * رسائل قصيرة إلى دعاة عزل الذكور عن الإناث في المدارس أحمد عصيد حزب واحد، قد يكفي لفهم أدوار جزء من الدولة العميقة في تحيين أساليب الحكم، وممارسة السلطة، وإتاحة الفرصة “لمتلاشيات” من اليمين واليسار، ومن تجار الدين ليتبوؤوا مسؤوليات تدبير الشأن العام، ويطفؤوا عطشهم المحموم للسلطة، والجاه والمال، لا شك ان الدولة العميقة تعرفهم جيدا، وتعرف عنهم اكثر مما نعرف، تعرف عزلتهم ومساراتهم الموشومة بالفشل، وحقدهم على مجتمع لفظهم، لشدة غرورهم، وغطرستهم، وتعاليهم عن الطبقة التي أنتجتهم …..الدولة العميقة، بحسها البراغماتي وحاجتها إلى حياة سياسية متجددة، تضمن فيها الولاءات الخالصة، ترى في مثل هؤلاء احتياطيا لازما، لملأ مساحات الفراغ الناتجة عن تشابه الفاعلين السياسيين التقليديين، وتراخيهم وتراجعهم وتماهيهم صاغرين، مع الدولة في اختياراتها، وخطاباتها وأهوائها وأخطائها ومشاريعها، بكل إيجابياتها وسلبياتها. فهذه الولاءات الخالصة، ليست سوى صمامات أمان في مواجهة الولاءات” المستقلة ” أو “الناقصة ” التي جاءت بها رياح التغيير، على حين غرة وقادتها مآسي المجتمع، وهمومه وإحباطاته ويأسه، إلى مراكز الحكم، كهدية من السماء، بعدما تفننت وأبدعت في احتكار توظيف الدين، بشكل غير مسبوق، فنظمت وأطرت واستقطبت وانتشرت ثم انتصرت وتغلبت … وبما أن الدولة العميقة تعرف ان عطش هؤلاء، اشد من عطش أولائك، فقد فتحت لهم صنابير الماء الزلاء فأسكرتهم اللذة، فنسوا السماء، و بدأوا بالنساء تدليكا حلالا، و تعددا مشروعا، و زواجا مشهودا، دون أن تزيغ عيونهم، عن المواقع والمناصب والمعاشات وأضحت شهيتهم مفتوحة، على “مزيد من الديمقراطية” ومزيد من الانتخابات لا أحد غيرهم فهم مفاتيحها جيدا ! الدولة العميقة، ليست شيئا آخر، غير المخزن، بثقافته وتقاليده، وأعرافه وأحلامه وآماله وهواجسه برجاله ونسائه، بأحزابه ونقاباته، بيسارييه، و يمينييه، واسلامييه ! المبتوتين في كل مكان، ومن تم فلا غرابة إن كانت حياتنا السياسية استثنائية، و ديمقراطيتنا، متفردة، وأحزابنا لا شبيه لها في العالم المتحضر ولادة و موتا وبؤسا ……و اختصارا…..!