افتتح الدكتور حسن الزواوي مساء يوم 29 يوليوز المنصرم، السلسلة الثانية من الأنشطة الفكرية والثقافية التي ينظمها حزب التقدم والاشتراكية، بتنسيق مع الشبيبة الاشتراكية بكلميم، تحت شعار «70 سنة من النضال الحافل من أجل مغرب الحداثة والتقدم»، حيث قدم مداخلة جادة في موضوع يتسم بالراهنية ويتمحور حول التحولات الاجتماعية والسياسية في العالم العربي في ظل الربيع الديموقراطي. واستهل المحاضر مداخلته بالتأكيد على أن أي قراءة للواقع العربي اليوم تقتضي الحذر والاشتغال على مجموعة من آليات التحليل والمقاربات المختلفة. وقدم لمداخلته بطرح السؤال حول ماهية ما جرى ويجري بالعالم العربي، متسائلا هل هو بالفعل ثورة أم مجرد صحوة؟ ليجيب الزواوي عن هذا السؤال بشكل حاسم على أنه صحوة تجد مبرراتها في التراكمات الاجتماعية وافتقارها إلى الأساس الفكري والنظري. وقدم ذ. الزواوي تحليلا عميقا لكل ما يعتمل في دول الربيع الديمقراطي، مؤكدا على ضرورة تناول كل حالة على حدة، لاعتبارات تاريخية واجتماعية وسياسية، وعدم السقوط في التعميم. وبعد أن تناول تجربة الإسلام السياسي وعدم قدرته على بلورة نموذج جديد في الحكم واستيعابه لمتطلبات المرحلة الانتقالية (نموذج الإخوان المسلمين في مصر)، أعاد طرح السؤال: إلى أي حد يمكن للدين كممارسة سياسية أن يساهم في دمقرطة الأنظمة وتحديثها؟ مشددا على أن التوظيف السياسي للدين عامل مشترك بين الأحزاب والأنظمة. و تناول ذ. الزواوي التجربة المغربية ومآلاتها الحالية، مبرزا التحولات الاجتماعية المرتبطة بالانتقال الديمغرافي وتفكك البنيات الأسرية، والتصورات التي بات الشباب يحملها، وأهميتها في تحليل الأوضاع السياسية الراهنة ورسم معالم المستقبل. واختتم مداخلته بالتأكيد مجددا على العلاقة الوثيقة بين ما هو اجتماعي وسياسي وارتباطهما بالدينامية التي يشهدها العالم العربي.