حذر 'العدل والاحسان': إذا أرادوا انتظار الطوفان فسنطبق القانون كشف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أن الوقت أضحى مناسبا لصعود الإسلاميين في الجزائر للحكم من خلال فوزهم في الانتخابات التشريعية المقبلة. وقال بنكيران في حوار مع "الشروق"، وهو أول حوار من نوعه (منذ عهد عبد الرحمن اليوسفي) يخص به مسؤول كبير في الدولة المغربية وسيلة إعلام جزائرية، أنه سيكون من الغريب أن لا يصعد الإسلاميون في الجزائر بعد ما فازوا في تونس والمغرب ومصر. وأكد بنكيران أن الحدود البرية بين الجزائر والمغرب لن تبقى مغلقة دون أن يعطي تاريخ محدّد لفتحها، مكتفيا بالإشارة إلى أن التاريخ سيهزم العقبات. وبخصوص الوضع الداخلي في المغرب، أشار زعيم حركة العدالة والتنمية الإسلامية أن حركة 20 فبراير أفل نجمها، كما لفت إلى أن حركة العدل والإحسان مرحب بها في إطار القانون فقط، وأوضح بأن قناة الجزيرة القطرية سيُعتمد مراسلها، ثم ستعود لوضعها السابق الذي كانت عليه. وعندما سئل عن التقارب المغربي الجزائري، قال بنكيران إن هذا التقارب حاصل لكن الإشكال يكمن في الخطوات العملية، موضحا بأن هناك بعض التحفظ من الجزائريين، قبل أن يوضح بأن هناك تأجيلا بسبب التخوف والتحفظ من بعض القضايا العالقة، مثل قضية الصحراء. وبخصوص حظوظ الاسلاميين الجزائريين في الانتخابات المقبلة قال بنكيران "إذا كانت الأمور طبيعية، فهذه مرحلة الإسلاميين، سيكون غريبا أن يفوزوا في كافة دول المغرب العربي، وفي الجزائر لا، لكن عليهم بذل مجهود وتوحيد صفوفهم وتوضيح ذلك للمواطن... الوقت مناسب لهذا التيار حتى يفوز في الانتخابات التشريعية في الجزائر." وأضح بنكيران أن "المرحلة مواتية لصعود الإسلاميين في الجزائر، ولكن الإشكال فقط يكمن في تعدد الأحزاب التي لها مرجعية إسلامية، فهي تتجاوز الخمسة أحزاب، وهذا قد يضعف نوعا ما حظوظها." وحول مدى تأثير فوز الإسلاميون في الجزائر على قضية الصحراء، قال بنكران إن "نحن نسير في اتجاه حل يضمن كرامة الجميع وليس تغليب طرف على طرف، والمشروع المغربي ستدخل عليه تعديلات ويصبح مقبولا بالنسبة للجميع." وبخصوص مستقبل حركة 20 فبراير قال بنكيران إن تأثيرها حف في الشارع، مضيفا بأن "هناك عدد من التنسيقيات قررت أن لا تخرج، وفي الدارالبيضاء، قرروا الاعتصام في الساحة فخرج 40 واحدا فقط، والمغاربة يرون أنفسهم من خلال الإصلاح في إطار الاستقرار، وهناك بعض الأشخاص الذين يدعون الانتماء لهذه الحركة يخرجون بشعارات متطرفة في حق الملك أو في حق الدولة، والمغاربة لا يحبون ذلك فهم أيضا لهم وعي تاريخي، وماذا يمثل الملك بالنسبة لهم، ومثل هذه الشعارات تنفر الشارع منهم". وحول موقف حكومته من جماعة "العدل والاحسان" قال رئيس الحكومة "إذا أرادوا انتظار الطوفان فهناك قانون، وإذا خالفوه فسنطبق القانون أيضا... ولن نخصهم بمعاملة خاصة بهم فهم مثل البقية... " --- تعليق الصورة: عبد الإله بنكيران والصحافي الجزائري ياسين بن لمنور الذي أجرى الحوار معه في الدوحة