كشف التقرير السنوي الجديد ل”حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، أن ما يقدر ب 1.2 مليون مواطن مغربي لم يجدوا ما يكفيهم من الطعام خلال الفترة الممتدة ما بين 2016 و2018، أي ما يعادل 3.4 في المائة من مجمل سكان البلاد. وأبرز التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للأغذية والزراعة “الفاو”، يوم الإثنين 15 يوليوز الجاري، أن عدد الجياع في المغرب شهد تراجعا طفيفا خلال عقد من الزمن، حيث كان يقدر ب1.7 في المائة خل الفترة المتراوحة بين 2004 و 2006، بنسبة 7.5 في المائة.
ويقدر التقرير الذي ساهم في إعداده برنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد”، ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة “اليونيسيف”، ومنظمة الصحة العالمية، (يقدر) أن نصف مليون طفل مغربي (أقل من 5 سنوات) يعانون من تأخر النمو خلال سنة 2012. في المقابل، بلغت نسبة الأطفال، من نفس الفئة العمرية المذكورة، الذين يعانون من زيادة منفرطة في الوزن 10.8 في المائة، خلال نفس الفترة المذكورة، بينما لم يذكر أي معطيات حديثة. ووفقا للتقرير، لم تشهد نسبة الرضع الذين يولدون بوزن ناقص سوى انخفاض طفيف جدا، بين سنتي 2012 و2016، منتقلة من 17.5 في المائة إلى 17.3 في المائة من الرضع حديثي الولادة وجاء في التقرير، ان 3.1 مليون امرأة مغربية في سن الانجاب (من 15 إلى 49 سنة) تعاني من فقر الدم، حيث بلغت النسبة 34.2 في المائة، لترتفع إلى 36.9 في المائة، أي ما يقدر ب3.5 مليون امرأة، خلال الفترة الزمنية المذكورة. وأحصى التقرير معدل السمنة عند البالغين 18 سنة فما فوق، مقدرا تعدادهم ب4.8 مليون مغربي (22.6 بالمائة) خلال 2012، لترتفع إلى 5.9 خلال سنة 2016، حيث تجاوزت النسبة 25 في المائة. واعتبر معدو التقرير، أن وتيرة التقدم في تخفيض عدد الأطفال الذين يعانون من التقزم والذين يولدون بوزن ناقص “بطيئة للغاية”. كما تواصل معدلات زيادة الوزن والسمنة ارتفاعها في جميع مناطق العالم، وخاصة بين الأطفال في سن المدرسة والبالغين. “كل هذه تحديات تجعل تحقيق مقاصد التغذية في الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة بعيد المنال”. بناء على معطيات مؤشر “جيني”، الذي يعد واحد من المقاييس الأكثر شيوعا في قياس العدالة، لازال المغاربة يعانون من غياب واضح ل”المساواة في توزيع الأراضي الصالحة للزراعة”، ذلك أن قيمة المُؤشر تجاوزت 0.6 وفي هذه الحالة تكون عدالة توزيع الأراضي الخصبة في أسوأ أحوالها، أي انه كلما كانت قيمة مؤشر “جيني” منخفضة، كلما كانت هناك عدلة أفضل في توزيع الأراضي. وأشار التقرير إلى أن غياب العدالة في توزيع الأراضي الصالحة للزراعة يعد مشكلة كبيرة في إفريقيا، حيث الأراضي الخصبة وفيرة نسبيا بالمقارنة مع مناطق أخرى من العالم. على نحو عام، أفاد تقرير “الأمن الغذائي والتغذية في العالم، أن ما يقدر ب 820 مليون شخص حول العالم تضوروا جوعا خلال عام 2018، فيما كان العدد في العام السابق 811 مليون شخص. وهذا هو العام الثالث على التوالي الذي يرتفع فيه عدد الجياع في العالم، الأمر الذي يبيّن التحدي الهائل الذي يواجه تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلق بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030.