غنى للسجناء فهتفوا له 'كلنا حاقدين غير ديونا كاملن' وأحدث أغانيه عن 'حكومة حديدان' في أول حوار له مع جريدة مغربية، يكشف فنان الراب معاد بلغوات الملقب "بالحاقد" لموقع لكم تفاصيل الأشهر الأربعة التي قضاها وراء القضبان بسجن عكاشة. كما يكشف عن الحقيقة التي كانت وراء اعتقاله ومتابعته، ويتحدث لقراء الموقع عن ألبومه الجديد الذي كتب أغلب قصائده داخل الجناح 6 بسجن عكاشة بالبيضاء. - مبروك الحرية معاذ؟ الله يبارك فيك خويا، والعقبة للشعب كامل يتحرر.. وسنتحرر - هل ما زلت "حاقد" على الوضع رغم أيام الزنزانة أم أن هناك شيئا ما تغير؟ ما زلت حاقد كما كنت، لأنه لم يتغير أي شيء من حولنا، وسأبقى "حاقد" ما داموا مستمرين في تجاهلهم لمطالب الشعب المغربي، وسأبقى حاقد ما داموا قرروا أن الوضع سيبقى على ما هو عليه، وسأبقى حاقد كذلك لكي أرفع صوتي عاليا بكلمة الحق ضد الفساد والاستبداد والظلم. - هل من شيء ما زال عالقا في الذاكرة من أيام الزنزانة؟ هناك صور ومشاهد كثيرة: عندما ولجت سجن عكاشة بالدار البيضاء وأمضيت فيه الأسبوع الأول، اكتشفت أنه لم يكن سجنا في الحقيقة وإنما مغربا آخر صغير.. هناك كثير من المظلومين وراء أسوار سجن عكاشة، هناك أبرياء كثر في سجون المملكة، لكن ما يحضرني الآن من ذكرى قوية في ظلمة الزنزانة هو عندما طلب مني بعض سجناء الحق العام أن أؤدي لهم مقطوعة غنائية، فأديت لهم أغنية، كما طلبوا، وعندما انتهيت حدث أمر لا يصدق: صاروا كلهم يصرخون من داخل سجنهم "كلنا حاقدين غير ديونا كاملين".. إنها صورة لن أنساها ما حييت. ما يمكنني أن أضيفه في هذا الصدد هو صورة من واقع الفساد داخل السجون المغربية: في عكاشة اكتشفت ماذا تعني كلمة "حكرة" بالفعل، في عكاشة من لا يملك المال يموت ويقهر، ومن يملك الأموال يشتري الخدمات، كل الخدمات، وكأنه في أوطيل 5 نجوم. - لنعكس السؤال إذن، ما الذي كنت تشتاق إليه عندما تعصف بك حقيقة أنك داخل سجن بالفعل؟ كنت أشتاق إلى الميكروفون، اشتقت كثيرا إلى الغناء، الشيء الذي كان ينقذني من هذا الاشتياق ومن هذا العشق هو رفاقي السجناء، الذين كانوا يتعاطفون معي، ويطالبونني في كل مرة بتأدية بعض الأغاني أمامهم، وكانت تعجبهم كثيرا أغنياتي عن السجن، ومن هنا أحييهم جميعا في الجناح رقم 6. - المصريون يقولون "ياما في السجن مظاليم"، الآن وبعد أن عانقت الحرية هل تحس أنك ظلمت؟ الحقيقة أنه كان دائما يخالجني إحساس بأنني سوف أعتقل في يوم من الأيام، إما بسبب أغاني أو بسبب انخراطي في الحراك الشعبي المغربي، حتى أن أغلب من كانوا يستمعون إلى أغاني كانوا يرددون تعليقا واحدا "دابا يشدوك يا مسخوط"، وبالتالي فالاعتقال في حد ذاته لم يكن يرهبني فأنا أتصارع مع مخزن ومع نظام، وإذا كان اعتقالي هو الضريبة فليكن، ولكي أجيب على سؤالك أقول: بغاو يحكروني ويظلموني وماقدوش - هل بالفعل تم اعتقالك ومحاكمتك لأنك اعتديت على "بلطجي"؟ أعتقد أن من حاولوا تصوير الأمر على هذا الشكل كانت لهم أهداف أخرى من وراء ذلك، لأنني لم أعتدي على أي أحد، وأنا، وكما يعرفني كل أبناء حيي وأهلي لا أعتدي على أحد، حقيقة اعتقالي مرتبطة بنشاطي داخل حركة 20 فبراير، أكثر من ذلك فاعتقالي كان بسبب الأغاني التي أؤديها والتي يبدو أنها صارت تخيفهم، وقد تبين للرأي العام طيلة أطوار اعتقالي ومحاكمتي كيف تمت فبركة الملف وكيف كان مسار المحاكمة غير ديموقراطي وماذا كانت النتيجة. - أثناء التحقيق، هل وجهت إليك أسئلة خارج سياق القضية؟ لقد اتضحت لي الصورة منذ اليوم الأول لاعتقالي، عندما أمضيت 3 ساعات مع محققين اثنين، ووجه إلي أحدهما سؤالا مباشرا وواضحا: "علاش كتجبد الملك في الأغاني ديالك؟"، ولإعطاء السؤال طابع النصيحة قال الآخر: "آصاحبي هضر على كل شي ولكن الملك لا"، وفي الحقيقة أثناء التحقيق لم يكن هناك أي عنف، وأعتقد أن هذا راجع إلى ضغط الشارع. وبالتالي أعتقد أن سبب اعتقالي واضح. - هل كتبت شيئا جديدا داخل زنزانة عكاشة؟ كتبت العديد من القصائد، سيتضمها ألبومي القادم، وواحدة من هاته القصائد، وعنوانها "حكومة حديدان" تقول: شري شري لبلاصة/ سياسة الكراسة/ وغمقو على الشعب بصندوق المقاصة/ عزلو سلعة وماركة/ دخل تلعب الماتش/ خلي البيت يتماركة/ الحركة والتقدم خليها تدخل الكووول/ العدالة في الواجهة/ ودركو ديك الجهة/ الاستقلال كول ولاد الشعب/ كول وزيد كول. - رافقت أيام اعتقالك حملة تضامن واسعة معك، هل كنت تنتظر كل هذه التعبئة من أجل قضيتك؟ عبر موقع "لكم" أشكر كل من تضامن معي، وأعترف اليوم أن ذلك التضامن هو ما كان يقويني، وكنت أقول لنفسي "راني ماشي بوحدي.. خاصني نكمل". فشكرا لكم جميعا. --- تعليق الصورة: معاد بلغوات بعد خروجه من السجن