لم يتمالك رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أعصابه، عندما سأل عن الهدف من وراء وجود منصب وزير دولة بدون حقيبة داخل حكومته، تم إسناده إلى صديقه ورفيق دربه عبد الله باها. وحسب ما نقلته عنه الصحف فقد رد بنكيران على الصحفي الذي طرح السؤال "إن سي عبد الله باها كان يقوم بعمل كبير ليصل الحزب إلى ما وصل إليه قبل أن تولد أنت !". قبل أن يستطرد موضحا بأن صديقة سيرأس اللجنة الحكومية التي ستعد التصريح الحكومي. وكأن هذه بحد ذاتها مهمة وزارية تتطلب وجود وزير فوق العادة بمرتبة "وزير دولة" لإنجازها! والمعروف في المغرب هو أن رفاق بنكيران لم يدخلوا غمار السياسة العلنية، على الأقل، إلا عام 1997، أي قبل 15 سنة، ولنفترض أن الصحفي الذي وجه السؤال ولد قبل هذا التاريخ، فما هو العمل "الجبار" الذي كان يقوم به باها ليستحق تنويه رفيقه ومكافئته من أموال الشعب بمنصب وزاري فخري؟ ! ف "الإخوان" كما هو معروف أيضا، كان كل طموحهم قبل فتح باب المشاركة السياسية الرسمية أمامهم هو تأسيس جمعية معترف بها، وكانوا مستعدين من أجل ذلك تقديم كل التنازلات التي كشف عن بعضها في ثنايا بعض تصريحاتهم أو في اعترافات من كانوا "يحرسون" تحركاتهم ! ثم، وهنا مربط الجمل، ماذا يعني أن يعين رئيس الحكومة صديقه في منصب وزاري فخري؟ فقط لأنه صديقه لاغير. نقطة إلى السطر. يحصل هذا في حزب وعلى يد زعيم سياسي بنى كل حملته الانتخابية وخطابه السياسي على مهاجمة صديق آخر هو صديق الملك فؤاد عالي الهمة، الذي استغل ومازال يستغل قربه وصداقته ورفقته وزمالته للملك من أجل أن يدس أنفه في كل صغيرة وكبيرة في الحياة السياسية؟ فكيف يستقيم أن تنهوا عن منكر وتأتون بمثله؟ إذا لم يسمى هذا نفاقا فهو في لغة السياسة ينم عن ازدواجية في الخطاب... وتلك مصيبة أعظم لو تعلم ! بنكيرن وباها... رفيقي وتوأم روحي الذي يفهمني ويعرف ما أفكر به حنظلة...