فرضت المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء، غرامة مالية قدرها 1,49 مليار أورو على غوغل، بسبب استغلاله لموقعه المهيمن في السوق وفرضه لبنود تقييدية في العقود المبرمة مع باقي المواقع الإلكترونية والتي تفرض حظر تمرير إعلانات المنافسين في هذه المواقع. وأشارت المفوضية في بلاغ لها أن ممارسات غوغل تسيء استعمال وضعيته المهيمنة في سوق الوساطة الإشهارية المرتبطة بالبحث على الأنترنت لأنها تمنع المنافسين من عرض إعلاناتهم.
وأوضحت تنفيذية الاتحاد الأوروبي أن غوغل أدرج منذ عام 2016 شروطا حصرية في العقود التي يبرمها مع المواقع الإلكترونية الأخرى لمنعها من تمرير إعلانات المنافسين على صفحاتهم الخاصة بنتائج البحث، مضيفا أنه ابتداء من مارس 2009، شرع غوغل تدريجيا في تغيير الشروط الحصرية إلى بنود تحمل اسم “بريميوم بلاسمنت” التي تفرض على الناشرين تخصيص المكان الأكثر ربحا على صفحاتهم لإعلانات غوغل. واعتبرت المفوضية هذه الممارسات غير قانونية على ضوء قواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بالممارسات المنافية للمنافسة، إذ أنها حرمت على مدى 10 سنوات الآخرين من إمكانيات دخول المنافسة بناء على الاستحقاق والابتكار وكذا المستهلكين من مزايا المنافسة. وتعتبر غوغل وسيط إعلانات بين الشركات المعلنة من جهة والمواقع الإلكترونية من جهة أخرى، من خلال إظهار الإعلانات على المواقع الأخرى التي توقع اتفاقيات مع غوغل لإظهارها عليها. وتحقق شركة “ألفابيت”، الشركة المالكة لغوغل، أموالا طائلة من الإعلانات، وتشير بيانات إلى تحقيق أرباح قبل الضرائب بلغت 30.7 مليار دولار في عام 2018، بزيادة أكثر من الضعف عن 12.66 مليار دولار المسجلة في عام 2017. ولا يستطيع منافسو غوغل في إعلانات البحث عبر الإنترنت، مثل مايكروسوفت وياهو، بيع المساحات الإعلانية في صفحات نتائج محرك البحث الخاص بGoogle، بسبب قيود الأخيرة، وفق المفوضية الأوروبية. لذلك، تمثل مواقع الويب الخاصة بأطراف خارجية غير غوغل، نقطة دخول مهمة لهؤلاء الموردين الآخرين لخدمات الوساطة في إعلانات البحث عبر الإنترنت. وفي 19 يوليوز الماضي، فرضت المفوضية الأوروبية غرامة على غوغل قدرها 4.3 مليارات اورو (4.85 مليارات دولار) بسبب ممارسات احتكارية عن طريق نظام تشغيل أندرويد.