ويأتي هذا الرفض ليعارض التوجه العام لبقية مكونات "الكتلة الدّيمقراطيّة" في التعاطي مع مقترحات بنكيران، حيث يميل حزبا "الاستقلال" و"التقدمّ والاشتراكية" للمشاركة، ليعلن عن عودة الاتحاد الاشتراكي ، مما يعني نظريا انتهاء تحالف الكتلة باتجاه تحالفات أخرى. وفي حوار أجرته معه "أنباء موسكو" قال أستاذ العلوم السياسية محمد الطوزي: "هذه خطوة جيدة باتجاه مشهد سياسي أكثر معنى، ليفرز تحالف حكومي يميني، ومجموعتين في المعارضة، أحدهما الأحزاب اليسارية بامتداداتها في أحزاب المعارضة في المؤسسات والأخرى في الشارع، أما التكتل الثالث هو تجمع الأحزاب الليبرالية. وعن نهاية الكتلة علق الطوزي - وهو أحد أعضاء اللجنة التي كلفها الملك بصياغة الدستور الحالي- في حوار مطول (سينشر بشكل منفصل) "لا داعي للتمسك بالكتلة، فقد انتهت صلاحية هذا التحالف الغير المجدي ولا المنطقي في هذه المرحلة المختلفة عن سابقاتها". أما منتصر الساخي، وهو أحد الوجوه القيادية في ما بات يعرف ب"اتحاديو عشرين فبراير"، فشرح خلفية اتخاذ حزبه هذا القرار كالتالي: "كان القرار منذ البداية يعرف إجماعا لدى قاعدة الحزب حتى قبل انعقاد المجلس الوطني. كما أن المكتب السياسي في اجتماعه الجمعة الماضية، قد خلص إلى قرار المعارضة ليعرضه هذا اليوم على المجلس، الذي يعد ثاني هيئة تقريرية بعد المؤتمر. ناهيك عن بيانات اتحاديو 20 فبراير التي دعت للمعارضة بأكثر من 500 توقيع، ومقالات لكل من أعضاء المكتب السياسي محمد الأشعري وعلي بوعبيد وغيرهم من المناضلين في كل أجهزة الحزب. لذلك فقرار المجلس الوطني بالمعارضة اتخذ بالإجماع وبحماس كبيرين. في أفق التوجه نحو التحالف مع قوى اليسار وتأطير الشارع المغربي". وردا على تصريح لحسن الداودي، قيادي حزب العدالة والتنمية الذي نال الصدارة في الانتخابات الأخيرة، والتي تحدث فيها عن وجود "طابور خامس داخل الحزب الاشتراكي العريق، تدفع نحو المعارضة ليس كمبدأ ولكن لالتصاقها بمصير حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يوصف بأنه قريب من القصر، في مواجهة الإسلاميين قال منتصر: "قد يكون ذلك صحيحا بالنسبة لبعض الأفراد الذين لا يمثلون القاعدة ولا يمثلون القوات الشعبية والخط الديمقراطي داخل الحزب والمؤمنين بضرورة عودة الاتحاد للنضال عبر المعارضة في المؤسسات والشارع لتأسيس الديمقراطية عبر ملكية برلمانية حقيقية". وعن أولويات المرحلة القادمة فقد دعا الساخي إلى طرد القيادات القديمة التي فشلت في تدبير المرحلة السابقة، في أفق فتح قنوات التواصل بين مكونات اليسار، وخصوصا تلك الأحزاب التي انفصلت عن الاتحاد في مرحلة سابقة -يقصد حزبي الطليعة واليسار الاشتراكي الموحد- في أفق تكوين حزب يساري قوي، يقود نضال يساري حقيقي لإسقاط الاستبداد والفساد. --- - المصدر: "أنباء موسكو"