منذ تعيين محمد فقيها بأحد المساجد الموجودة بتعاونية "الحسنية تاركة" ضواحي مدينة مراكش، تعرف على شاب، من مواليد 1988، الذي يتحدر من المنطقة نفسها. وبعد توطيد العلاقة بينهما، التي امتدت إلى حوالي سنة ونصف السنة تقريبا، كصديقين حميمين.تطورت شيئا فشيئا إلى علاقة غرامية بينهما، خصوصا عندما كان الفقيه أُثناء لقائه صديقه في الشارع يبتسم له بطريقة تنم عن الرغبة الجنسية، ما جعل الشاب يشك في تصرفاته، ويوما عن يوم بدأ يبادله الشعور نفسه، وأحس نحوه برغبة جنسية، فرضخ لنزوات الفقيه، وأصبح، كلما سنحت لهما الفرصة بذلك، يختليان ببعضهما إلى أن يشبع الفقيه الشاذ جنسيا رغباته الجنسية. وخلال أحد الأيام، الذي تزامن مع حلول موسم الولي الصالح مولاي إبراهيم، الذي يعتقد بقدراته على وهب الأطفال للمرأة العاقر وتزويج الفتيات، اقترح الفقيه الذي يشكو مرض الأكزيما الجلدي في كفه الأيمن، التوجه صوب منطقة مولاي ابراهيم بهدف الاستجمام، وزيارة ضريح الولي الصالح للتبرك والشفاء، والعلاج من مرضه. رحب الشاب الوسيم بفكرة الفقيه وقررا السفر نحو المنطقة المذكورة، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 50 كلم، وبعد وصولهما، توجها صوب فندق غير مصنف بحكم موقعه المنعزل، وحجزا غرفة تحتوي على سرير واحد بالطابق العلوي، وأخبرا مسيرة الفندق أنهما من عائلة واحدة لإبعاد كل الشكوك حولهما، وتكلف الفقيه بتسديد ثمن حجز الغرفة المحدد في مبلغ 150 درهما. وبعد تسلم مفتاح الغرفة توجها صوب مقهى بمركز مولاي إبراهيم من أجل تناول وجبة العشاء، والقيام بجولة استطلاعية للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها المنطقة، وفي حدود التاسعة والنصف ليلا قفلا إلى الفندق وصعدا إلى الغرفة، التي جرى حجزها وشرعا في تبادل القبل الحميمية، تمهيدا للدخول في ممارسة جنسية فعلية، في الوقت الذي أقدم الشاب الوسيم على امتصاص العضو التناسلي للفقيه، بعد نزعه لجلبابه. وفي إطار الحملة التطهيرية التي اعتادت عناصر الدرك الملكي بسرية تحناوت التابعة للقيادة الجهوية بمراكش القيام بها لمحاربة الفساد والجريمة بشتى أنواعها في منطقة مولاي ابراهيم، التي تشهد إقبال أعداد كبيرة من الزائرين من مختلف جهات المغرب خلال الاحتفال بموسم الولي الصالح، وبعد عملية التفتيش التي باشرتها عناصر الدرك الملكي بالفنادق غير المصنفة، استرعى انتباهها أُثناء مراقبة الطابق العلوي لإحدى الفنادق، سماع آهات خافتة صادرة من غرفة مضيئة لم يكن بابها محكم الإغلاق، فتوجه أفراد الأمن خلسة صوب الغرفة المذكورة معتقدين أن الأمر يتعلق برجل وامرأة يمارسان الجنس، ليفاجأوا بالفقيه عاريا رفقة عشيقه، الذي كان منحنيا على عضوه التناسلي، ما دفعهم إلى فتح باب الغرفة بشكل كلي واقتحامها، في حين استلقى الشاب على ظهره فوق السرير، أما الفقيه فأصابه الارتباك، وحاول إخفاء قضيبه بوسادة كانت فوق السرير لإزالة حالة التلبس التي ضبطا فيها. ألقى رجال الأمن القبض عليهما، وجرى اقتيادهما إلى مخفر الدرك الملكي بمركز أسني ووضعهما تحت الحراسة النظرية، من أجل إخضاعهما لإجراءات التحقيق والاستماع إليهما في محاضر قانونية. وأقر الشاب، خلال استجوابه من طرف عناصر الدرك الملكي، أن ما يفعله مع الفقيه نابع من رغبة جنسية متبادلة بينهما، دون أن تكون مقابل تعويض مادي، في حين نفى الفقيه أثناء تصريحه في محضر الضابطة القضائية أي ممارسة جنسية مع عشيقه، مؤكدا في السياق ذاته، أنه كان يتبادل معه أطراف الحديث حول كرة القدم ونتائج فريق برشلونة الإسباني. بعد إنهاء التحقيقات الأولية مع المتهمين، جرى تقديمهما، في حالة اعتقال، إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، الذي قرر متابعتهما طبقا لصك الاتهام بتهمة ممارسة الشذوذ الجنسي وإحالتهما على أنظار الغرفة الجنحية التلبسية لتجري محاكمتهما طبقا لفصول المتابعة، وبعد تداول ملف القضية في عدة جلسات وتقديم مختلف الدفوعات الشكلية من طرف هيئة دفاع المتهمين ومناقشة وقائع القضية وظروفها وملابساتها في جلسة علنية، قضت الغرفة نفسها بإدانة الفقيه بأربعة أشهر حبسا نافذا، في حين أدين عشيقه الشاب بثلاثة أشهر سجنا نافذا، وجرت إحالتهما على سجن بولمهارز لقضاء العقوبة الحبسية المحكوم بها.