هناك إجماع على أن مدينة الريصاني بإقليم الراشيدية تحظى بحظ وافر من التهميش و الإقصاء و ضعف البنيات التحتية و نقص حاد في الخدمات الصحية و الأساسية , و تكفي زيارة قصيرة لهذه المدينة لتكتشف حجم معاناة ساكنة المنطقة أو لنقل إن الريصاني و ما جاورها تجسيد فعلي للمفهوم الإستعماري "المغرب غير النافع" .. و لن أسهب كثيرا في هذا المقال في وصف الوضع الذي يعرفه أبناء المدينة و زوارها فهدفي هو التطلع إلى مستقبل أفضل و البحث عن السبل الكفيلة برفع الحيف و التهميش , فقد عرفت المدينة خلال السنتين الماضيتين حراكا شبابيا رفع شعار إسقاط "الفساد و الحكًرة" محملين البلدية و السلطات المحلية المسؤولية الكاملة عن تردي الأوضاع وهنا أود أن أشير أن الحراك الشعبي و التظاهر السلمي وسيلة حضارية من أجل تحقيق المطالب و تحصيل الحقوق المشروعة لكن من الواجب بموازاة مع ذلك العمل على خلق مبادرات شبابية و الإنخراط في العمل الجمعوي الذي يحتاج إلى التجديد و التحديث و هو في أمس الحاجة لروح جديدة و خلاقة .فمهما كانت البادرة بسيطة أو قد تبدو للوهلة الأولى محدودة التأثير إلا أن ستجد صدى طيبا و هنا لا تعدم الأمثلة (حملات تشجير , تأطير قوافل طبية , تقديم مساعدات للفئات المعوزة بالتنسيق مع جمعيات و منظمات مدنية , حملات نظافة و توعية , أيام رياضية ... وغيرها ) صحيح أن هذه المبادرات و هذه الأوراش الشبابيةبحكم الإمكانيات لن تقوم بدور السلطات المحلية أو المجالس البلدية لكن أعتقد أن لها دورين أساسيين • أولا : إحراج السلطات و إظهار تقصيرها ومن ثم دفعها للتعاون مع هذه المبادرات و دعمها فلا أعتقد أن المسؤولين المحليين سيرفضون الإستجابة و دعم أوراش شبابية تهدف للتنمية • ثانيا "الترميز" أي خلق رموز شبابية جديدة بالمدينة خاصة بالنسبة للذين يؤمنون بالحل الإنتخابي و بقدرة المجالس البلدية على تحسين الخدمات المباشرة فيجب إذا على هؤلاء الشباب النزول للأرض و العمل الميداني لإكتساب شعبية و قدرة على التواصل مع الساكنة حيث أنه من السهل أن أقنع مواطنا بسيطا بتقصير و ضعف أداء المجالس السابقة لكن لن أستطيع إقناعه بقدرة شاب على الإصلاح و التغيير وهو لم يره قط في الميدان و في العمل الجمعوي . و عليه فإن الرهان الآن على الشباب لمواصلة التعبئة و الضغط بالطرق السلمية جنبا إلى جنب مع العمل الميداني الذي سيخرج المدينة من هذه العزلة و سأختم بقولة ألماهاتما غاندي بتصرف :" كن انت التغيير الذي تريده في الريصاني"... خالدي رضوان