تحت شعار "الجنوب الشرقي: صحافة وأدب" نظم المقهى الأدبي بتنغير يوم الجمعة 16 رمضان الموافق ل 26 يوليوز 2013 ندوة حول الصحافة والإعلام بالجنوب الشرقي بفندق "براوي" وذلك في إطار الدورة الثانية من أنشطته الرمضانية والثقافية. وعرفت الندوة مشاركة مجموعة من المنابر الإعلامية والصحفية ومن تأطير الباحث والإعلامي "رجب ماشيشي" وحضرها عدد مهم من الأساتذة والأطر والفاعلين والمهتمين بالحقل الإعلامي والثقافي بالمنطقة.
افتتح المؤطر الندوة مرحباً بالحضور وكافة المنابر الإعلامية التي لبت الدعوة وقبلت المساهمة في فتح أرضية للنقاش حول واقع وآفاق الصحافة والإعلام بالجنوب الشرقي، ليناول الكلمة لممثل الجريدة الإلكترونية "ناس هيس" الذي بدأ مداخلته بتقديم نبذة تعريفية عن الجريدة وأهم أهدافها وكونها بادرة أشخاص تربطهم علاقات اجتماعية في البداية قبل أن تنضج فكرة الاندماج وتوحيد الجهود لخلق منبر إعلامي يساهم في رفع التهميش الإعلامي الوطني والرسمي على المنطقة والمساهمة في تغطية الأحداث والوقائع ومختلف الأنشطة الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والسياسية والثقافية والحقوقية بالمنطقة. وفي مداخلة لممثل شركة سابريس الأستاذ "الحسين الناصري" أشار بعد تحية المشاركين والحضور الكريم إلى بعض المعطيات الصادمة التي تؤكد على ضعف نسبة القراء بالجنوب الشرقي كما على صعيد المغرب مبرزاً بالواضح وبالأرقام احتضار الإعلام المكتوب "صفحة لكل مواطن في السنة أي ما لا يتعدى 10 دقائق في السنة !! كما تطرق لمجموعة من التحديات والعوائق التي حدت من إشعاع الإعلام المكتوب من قبيل ظاهرة العولمة التي أفرزت زخماً إعلامياً وإلكترونياً متنوعاً يتقدم بسرعة وهو ما يعتبر ظاهرة العصر، ومشكل التوزيع والبيع الذي أشار فيه أن مجموع المبيعات في اليوم الواحد تتراوح ما بين 120 و140 جريدة ما يؤكد ضعف ثقافة القراءة وغياب الجرائد الجهوية والأمازيغية. وأشار الصحفي "حسن أعبدي" عن الجريدة الإلكترونية "ورزازات أونلاين" في مداخلته إلى أن الهدف من الصحافة والإعلام عموماً هو كسر شوكة التهميش والتعتيم الإعلامي على المنطقة، وكذا ضرورة التنسيق لخلق مشروع إعلامي متكامل يعتمد الاحترافية وبموارد مالية تساهم في ديناميكيته وتطوره وتحد من علاقاته بالسلطة، كما ألح على وجوب النبش في ذاكرة المجتمع باعتباره أرضية خصبة تضم بعض الملفات الغامضة والظواهر الشائكة التي يجب تسليط الضوء عليها دون إغفال أنها تحتاج الجرأة والمهنية للتعامل معها.
وفي مداخلة للصحفي والإعلامي "لحسن فاتحي" عن جريدة "فاس بريس" الإلكترونية أشار إلى الدور البارز للصحافة والإعلام في الرقي بالمجتمعات من خلال رصد التغيرات التي تعرفها والتعبير عن حاجياتها الآنية والمستقبلية مبرزاً أنه كلما كان الإعلام قوياً كان تأثيره على المجتمع أشد وأنه يجب تجاوز النظرة التقليدية والاختزالية بين الإعلام والسلطة إذ أن هذه الأخيرة في حاجة إلى الإعلام من أجل تسليط الضوء على منجزاتها وما تقدمه خدمة للمجتمع في حين أن دور الصحافة والإعلام المهني هو الرقابة والمساهمة في تقويم المجتمع بمختلف فئاته، كما ألح على ضرورة تجاوز اتكال أبناء الجنوب الشرقي على إعلام الغير متهمين إياه بالتهميش والتعتيم في حين أن الجنوب الشرقي يعج بالطاقات والمواهب التي تحتاج من يحتضنها ويوجهها وهو ما يحتم العمل على خلق تصور إطار يلتف حوله الجميع خدمة لهذا المجتمع.
كما عرفت الندوة مداخلة عبر الهاتف للصحفي والإعلامي بجريدة المساء المغربية "لحسن والنيعام" الذي أكد بدوره على تثمين كل المجهودات الرامية إلى النهوض بالصحافة والإعلام بالجنوب الشرقي، وأشار في معرض حديثه إلى إشكالية التواصل بين أبناء المغرب العميق والمركز وحمل المسؤولية لأبناء الجنوب الشرقي على اعتبار عدم قدرتهم على التواصل الفعال "وعجزهم" عن إيصال صوت وهموم المجتمع للآخرين ومحدودية ثقافة الصحافة والإعلام بالمنطقة، ما يفرض حسب "والنيعام" تغيير المقاربة والعمل على تعزيز جسور التواصل وتشجيع الكتابة والنشر من أجل إسماع صوت المغرب العميق والتعبير عن همومه. واختتمت الندوة بتأكيد كافة المتدخلين على ضرورة العمل على دعم كافة المبادرات التي تروم النهوض بالصحافة والإعلام وعلى حتمية توحيد الجهود ورص الصفوف من أجل العمل على إخراج إطار إعلامي يلف كل المنابر الإعلامية بالجنوب الشرقي.