"...الرهان المعرفي الذي يحاول هذا الكتاب أن يبلوره (هو) اتخاذ المسرح منطلقا لاستكناه حقيقة الفرجات، أو أفقا لإعادة التفكير في المسرح... وذلك من خلال الوقوف على مظاهر مختلفة من الفرجات التقليدية والحديثة على حد سواء، وعلى جوانب من علاقاتها الضمنية أو الصريحة مع المسرح..."(1) حول هذا الرهان المعرفي تدور مختلف فصول كتاب "المسرح والفرجات" الذي أصدره الدكتور حسن يوسفي، أستاذ التعليم الجامعي بالمدرسة العليا للأساتذة بمكناس، والباحث والناقد المسرحي، والذي كان محور الجلسة/الفسحة الثقافية التي نظمها فرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية، مساءَ يومِه الخميس 25 أكتوبر، بفضاء فندق "تينيت" بالرشيدية، والتي حضرها، إلى جانب مؤلف الكتاب، والكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب، فرع الرشيدية، ثلة من الأساتذة والمثقفين والمهتمين. كان اللقاء حميميا دافئا قدم خلاله كاتبُ الفرع الدكتور سعيد كريمي، الباحثَ ومؤلفه، ثم تحدث الدكتور حسن يوسفي بدوره عن غايته من تأليف الكتاب ومحتواه ورهانه المعرفي في خضم ما يعتمل في العالم من تحولات سريعة كاسحة على المستوى التكنولوجي/العلمي/الإعلامي/العولمي الذي جعل العالم "قرية صغيرة" تكاد تمّحي فيها معالم الهويات القطرية المختلفة وتتنمّط في سلوكات معممة في جل أقطار المعمور. المداخلات المرتجلة العفوية للمتدخلين، صبت في نفس الاتجاه، وتساءلت، من بين ما تساءلت عنه، عن كيفية ومدى وحدود استثمار الفرجات المختلفة في بلدان المعمور، في تصور وبناء مسرح محلي متميز غير منسوخ (طبق الأصل) عن النموذج اليوناني الغربي، كما تساءلت عن مصير تلك الفرجات في عصرٍ أهم ميزاته الاتجاه نحو عولمة كل شيء، بما في ذلك الثقافة والففنون.. في ختام الجلسة وقع الأستاذ حسن نسخا من مؤلفه الهام. الكتاب في حوالي 100 صفحة من القطع المتوسط، صادر، هذه السنة (2012)، عن المركز الدولي لدراسات الفرجة، ويشتمل على مقدمة وستة فصول هي: "الفرجوي" بين الحلقة والمسرح. تافيلالت فضاءً للفرجات. المواقع الأثرية الإسماعيلية بمكناس، فضاءً للفرجة المسرحية الحديثة. الفرجة الوسائطية وخلخلة المفاهيم المؤسسة للمسرح. الفرجة والهزل في زمن الربيع العربي. الفرجات ومقارباتها في المشروع النقدي للدكتور خالد أمين. (1) من مقدمة كتاب "المسرح والفرجات"، ص: