تنغيير| بوابة قصر السوق مروان مصطفى كان موعد لمحبي الكلمة العذبة عبر سفر جديد مع أبيات شعرية أمازيغية حملت بين طياتها الحياة وكل ما يحوم حولها من لحظات مؤلمة امتزجت فرحا لتؤسس لغد أفضل، هموم أثارت فضول الروح فجسدت واقعا أعلن عن نفسه ليأخذ الشعراء الكلمة فتفننوا وأبدعوا، ليعم الصمت فاسحا المجال للأذان التواقة والذواقة لكل ما هو جميل، هكذا استقبلت مدينة تن-إغير ﴿تنغير﴾ مسابقة إسافن الدورة الثانية يوم 30/06/2012، المسابقة من تنظيم جمعية "تازرا آرت" التي يرأسها الفنان والشاعر موحى ملال الذي كان لنا معه لقاء هو وأعضاء الجمعية إضافة إلى كلمة لجنة التحكيم. في سياق حديثه عن مسابقة إسافن قال موحى ملال أن هذه المسابقة جاءت لإعطاء القيمة للكلمة الأمازيغية الجميلة، هي مناسبة للتعارف وتبادل الخبرات بين أجيال مختلفة من الشعراء، فالبرغم من صعوبات الدعم التي عانينا منها تمكنا بمساعدة فيدرالية الجمعيات التنموية بتنغير وبشراكة مع منجم إميضر إضافة إلى مساعدة مجموعة من الأصدقاء من إنجاح هذه التظاهرة، وفيما يخص مستوى الشعراء المشاركين أكد موحى ملال أنها كانت مشاركات جيدة جدا وهو ما ينم عن تطور كبير يجب مواكبته وتوفير الظروف المناسبة للرقي به وإيلائه المكانة التي يستحقها وهذا مجهود لا يمكن للفنان وحده أن يقوم به بل على الجميع أن يساهم كل حسب موقعه، لدينا أكثر من 2000 جمعية ولم تكلف أية واحدة منها نفسها العناء من أجل تنظيم مسابقات ومهرجانات يكون فيها الفنان مشاركا وليس منظما، مع الفراغ الموجود أخدنا المبادرة رغم كل العرقيل وبدلنا ما في وسعنا من جهد كي تنظم هذه المسابقة في أحسن الظروف. وفي الأخيرة قال موحى ملال أنه علينا ألا نهمل دور الثقافة في المجتمع، فإذا اهتممنا بالشعر سينعكس ذلك إيجابا من خلال ولادة فن أمازيغي في المستوى يعبر عن طموحات المجتمع، نعرف أنه يتم تهميشنا في الإذاعة والقنوات التلفزية وأيضا في كل التقسيمات الجغرافية التي يقومون بها، لكن أظن أن في إستطاعة أشعار جيدة وعمل متقن أن تجعلنا ندخل التاريخ من أبوابه الواسعة. أما حسن الكاغ ﴿أنكمار﴾ عضو لجنة التحكيم إلى جانب كل من زايد أوشنا وابراهيم عناني، فقد تحدث لنا عن المستوى المرتفع للمشاركين، وعن التنوع الذي زخرت به أشعارهم ما بين الشعر القديم والشعر الحديث، كما أكد لنا أنه كان من الصعب اختيار الفائزين لكن الاهتداء إلى مجموعة من المعايير: سلامة اللغة الأمازيغية، الإيقاع، الوزن، التكامل والتناغم إضافة إلى الموضوع المعالج من طرف القصيدة..الخ، أفرز لنا ثلاثة فائزين حيث فاز لحو موعشى ﴿أغطاف﴾ من ألنيف بالجائزة الأولى الذي أبدع في فن تمديازت من خلال معالجته لمجموعة من المواضيع الجميلة التي تجسد الواقع المعيش بكل تناقضاته، أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب باسو أوجبور من إملشيل الذي تميزت أشعاره والتي تندرج ضمن الشعر الحديث بقوة الإيقاع وبلغة جميلة، وكانت الجائزة الثالثة من نصيب موحى بنساين بأشعار مميزة عبر من خلال معجم حديث عن معاناة الإنسان الأمازيغي في أرضه تمازغا. أما إبراهيم أمدياز عضو جمعية تازرا آرت فقد أبدى إعجابه بالدورة الحالية وأكد تميزها على الدورة الأولى التي تم تنظيمها بقلعة مكونة السنة الماضية، خصوصا من حيث مشاركة شعراء كبار ومعروفين بأشعار مميزة نالت استحسان الحاضرين، وفي سياق آخر قال ابراهيم أمدياز أن مسابقة إسافن تمت عبر مرحلتين اثنتين، المرحلة الأولى إقصائية تم فيها إختيار 8 مشاركين من بين 16 مشاركا، ليعلن في المرحلة الثانية عن الفائزين الثلاثة. وفي سياق أخر عبر لحسن الطويل عضو بالجمعية عن سعادته لما رآه من رغبة في خلق مساحات للإبداع وتطوير الذات الأمازيغية، مسابقة إسافن بادرة حسنة لكنها غير كافية، بل يجب العمل على خلق مواعيد إبداعية على طول السنة تكون متنافسا حقيقيا وذات قيمة مضافة، كما تحدث لحسن الطويل عن الحضور المتميز للشعراء الذين أسسوا لحقبة بكاملها من الشعر الأمازيغي الموزون: عمر أولمحفوظ، مولاي احمد الطاهر وداود أحماد ألمشي الذين تم تكريمهم في هذه التظاهرة إعترافا لهم بالمجهودات التي قاموا بها من خلال إغناء الموروث الثقافي الأمازيغي بأشعارهم المميزة. كما تجدر الإشارة إلى مشاركة مجموعة من الفرق الموسيقية: لولاند، تواركيث، إمال..الخ، أمتعت الحاضرين بقطع موسيقية ملتزمة زادت من شاعرية المكان وأضفت عليه سحرا آسرا للقلوب.