استضافت مدينة تنغير يوم السبت 30/06/2012 بالمركب التربوي والاجتماعي مسابقة إسافن للشعر الأمازيغي في دورته الثانية وكانت الدورة من تنظيم جمعية " تازرا آر " بتنسيق مع فيدرالية الجمعيات التنموية بتنغير ومساهمة شركة إميضر ،وكانت اللجنة التنظيمية تتألف من السادة : محمد ملال ،أحمد سيفاوين ولحسن الطويل ،وأمدياز ابراهيم. أما لجنة التحكيم فتكونت من الكاتب الأمازيغي : زايد أوشنا والفنان حسن أنكمار، والسيد ابراهيم عيناني.
وانطلقت المسابقة على الساعة التاسعة صباحا تقريبا من خلال التباري بالأشعار ل 16 مشاركا أمام اللجنة، لتُعلن النتائج على الرابعة مساء وتُقدم الجوائز للشعراء الفائزين .كما شاركت مجموعات غنائية أغنت المسابقة بإبداعات فنية شبابية دون نسيان شيوخ الشعر الأمازيغي الذين حضر بعضهم لأجواء المسابقة تشريفا لها وتكريما لهم كعمر محفوظ ومولاي احد الطاهر وداود أوحماد ألمشي. كما عرفت المسابقة مشاركة الشاعرة سميرة الكى من تنغير. وأعلنت اللجنة مساء عن فوز الشعراء الآتية أسماؤهم : لحسن اوعشى "أغطاف " من ألنيف. الجائزة الأولى باسو جبور. من إملشيل . الجائزة الثانية. موحى بن ساين .تاديغوست. الجائزة الثالثة
المسابقة الشعرية الأمازيغية طبعتها الحميمية بين المتبارين والحاضرين من المهتمين في الصباح والمساء، أجواء ذكرتني بما قرأته حول فطاحله الشعراء القدماء في الشعر العربي .،وما سمعناه من هؤلاء الشعراء الأمازيغ يبعث فيك حياة جديدة تجعلك تحس بأن هؤلاء الشباب يجري في عروقهم دم أمازيغي أصيل نقي متأصل ، دافع عنه أجدادهم بسيوفهم لإثبات الأنا دون خوف ودون تفريط في الأرض، وهم يواصلون هذا الدفاع المستميث بسلاح آخر فرضته طبيعة المرحلة ،ويُعتمد عليهم حقا في إعادة الاعتبار لهذه الثقافة التي رُدمت في التجاهل مدة من الزمن .قراءات تشعرك كثيرا بأنك قد فرطت كثيرا في الاهتمام بهذا النوع من الشعر ،الذي كان في أمس الحاجة إلى من يأخذ بيده ويُعلي من شأنه ليجدره ويؤسس له من أجل الدرب الصحيح والرؤية القوية، فربما كان هذا الشعرأو كنا نحن ضحايا اديولوجيا أو فكر، وما كان يجب أن نسير في هذا الدرب ،أو ربما لم نتعلم جيدا من أين تؤكل الكتف.
فالشعر الأمازيغي ، في هذا اليوم سجل سجالات عالية القيمة إنشادا وصوتا وموضوعا: حول تمازغا أو حول القضايا الكونية من تسامح واستقبال الحياة وتوديعها ووصفها غزلا وتغزلا وحكما وحنينا وغربة واغترابا، بلغة قوية أحيانا ،ومنكسرة أحيانا أخرى، حسب طبيعة الموضوع ،تدغدغ مشاعرك انفعالاتهم ،تصيبك بجنون العظمة وكأنك تستحضر عدوا مفترضا: قد يكون الزمان، وقد يكون المرض ،وقد يكون شخص آخر ،وتريد رد الاعتبار لنفسك بين جذورك وبين أهلك وذويك بهذا الجو الحميمي، وكأنهم يقولون بصوت واحد نحن أمة أمازيغية كريمة، نخلد أنفسنا بهويتنا: نحن الأرض ، نحن السماء نحن الطبيعة ونحن اللغة. وإليكم صور النشاط مع كامل الشكر للمنظمين والمستقبلين داخل المدينة وخارجها ،وإلى كل المنابر الإعلامية التي اهتمت بالموضوع وسجلت حضورها وإلى كل المهتمين بالشأن الثقافي بالمدينة و كل الذين تحملوا ثقل السفر للحضور دون نسيان الجمهور المتردد على المركب التربوي معْلَمة المدينة.