شهدت رحاب المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط مساء يوم الإثنين 28 ماي2012 نشاطا ثقافيا وفنيا متميزا تمثل في العرض ما قبل الأول للشريط الوثائقي المغربي" الأقصى يسكن الأقصى" لمخرجه عبد الرحمان لعوان. الشريط يعد الأول من نوعه الذي يستعرض هذا الموضوع بالصوت والصورة وبشكل علمي توثيقي للعلاقة الوطيدة بين المغاربة والقدس الشريف منذ فجر الإسلام إلى اليوم، تمثلت في العلاقات ذات الأبعاد الروحية والتاريخية والثقافية بين "الأقصيين"، حيث استطاع الفيلم رصد مشاركة المغاربة القوية في الحروب الصليبية إلى جانب صلاح الدين الأيوبي وكيف استقروا واستوطنوا بكثافة بجوار المسجد الأقصى إلى أن أصبحوا جزءا من سكان بيت المقدس. فتركوا بصماتهم الحضارية المتعددة والمتنوعة في القدس الشريف من خلال تدريسهم للعلوم وتوقيفهم للأراضي والدور في إطار الرباط العقاري. وبذلك استطاع الفيلم أن يؤكد للجمهور الحاضر أن التضامن المطلق للمغاربة شعبيا ورسميا ليس وليد الصدفة ولم ينبع من فراغ بل ناتج عن قناعات تراكمت خلال قرون مما جعل المغاربة يتضامنون بشكل مطلق مع هاته القضية التي أصبحت جزءا من كيانهم الوطني . وفي كلمته أمام الحضور أكد مخرج الفيلم عبد الرحمان لعوان «أن كون هذا العمل الفني أنتجته مؤسسة إعلامية توجد بمدينة صغيرة بالجنوب الشرقي من الأطلس الكبير «الرشيدية» هو أكبر تعبير عن الارتباط العميق للشعب المغربي بفلسطين وبالأقصى، وقد عبر الحضور عن ارتسامات إيجابية تحيي هذا المجهود التوثيقي، تجلى ذلك في تفاعله مع أحداث الفيلم من خلال التصفيقات المتكررة أثناء العرض.
وخلال كلمته أكد سعيد خالد الحسن منسق الحملة الدولية لكسر الحصار عن القدس على دور الفن والثقافة في دعم المقدسين منوها بالجهود المبذولة في هذا العمل الفني. يشار إلى أن العرض ما قبل الأول لشريط ̋ الأقصى يسكن الأقصى̋̋ كان من تنظيم الفعاليات المغربية لكسر الحصار عن القدس وتخلل العرض عدة كلمات لكل من عبد الحق الطاهري أستاذ التعليم العالي والباحث في التاريخ الوسيط وعبد العزيز الهناوي نائب منسق الوطني للمبادرة المغربية للدعم والنصرة،. وكانت مناسبة شريط الأقصى يسكن الأقصى الفرصة الذهبية لتكريم العلامة الدكتور الأكاديمي عبد الهادي التازي الذيكانت عزيمته للحضور أقوى من موانع المرض حيث أمتع الحاضرين بكلمات معبرة أكد فيها أن القدس لن تسترجع إلا كما استرجعنا أوطاننا من الاستعمار . كما تساءل عن مصير مشروع اقترحه الملك الراحل الحسن الثاني على منظمة اليونسكو سماه : طريق الإيمان و القاضي بوضع خريطة عالمية للعبادة تشمل المسلمين والمسيحيين واليهود.