منذ بزوغ هلال ربيع الأول والى ليلة المولد النبوي الشريف، وقصيدتي الهمزية والبردة والمديح النبوية يردد بالمساجد في حلقة مستديرة (1) خلال الفترة مابين العيشائين... والتي تتكون من الفقهاء و العامة والأطفال الدين يرددون الأبيات بأصوات مرتفعة تجعلهم يتشوقون للحفظ والمداومة على حضور هذه الحلقة العلمية... وتختم هذه الأمداح بالدعاء والرحمة للوالدين وعند الخروج من المسجد بعد صلاة العشاء يردد الجميع أبات شعرية تحذيرية-للمدخنين ولغير المصلين بأن لهم الويل يوم القيامة.( 2 ). وموازاة مع عمل الرجال فالنساء طيلة هذه المدة يزغردن في شرفات الأبراج عربون عن مولد سيد البشر. ويعملن جماعات جماعات لصنع العجائن وهم يرددن الأمداح النبوية والأذكار:(.الطعام, الشعرية........)( 3)التي تقدم كفطور للخاصة والعامة صباح يوم العيد. وموازاة مع هدا العمل كذلك دور الأطفال الدين يصنعون من القصب والورق لعبا على شكل مروحة ما يعرف عندهم باللسان الدارجي( الفرفرة- الطبيكة-) والتي يحملها الأطفال صبيحة العيد عربونا عن فرحتهم بمولد سيد البشير، وتوضع كذاك على رأس الأعلام مما يزيدها جمالا ورونقا... وصبيحة يوم العيد بعد صلاة الصبح تشرع جميع الطرق الصوفية في أذكرها ,وبعد إتمام وظيفتهم يجتمع الجميع في تلاوة وترديد قصيدة الهمزية، وعند إتمامها يتناول الجميع الطعام بالمسجد.(4),وبعد هذا يخرج الجميع لاستقبال الأعلام التي صنعتها النساء بعد صلاة الفجر وأقمنا حفل التصنيع والإطعام, فهناك من يصنعن أعلاما من القش وأخرى من ثوب ابيض وهي رمز لكل مولود ذكر في تلك السنة, وبعد تجميع الأعلام ينطلق الموكب في اتجاه ضريح أبو محمد عبد الله بن على بن طاهر للزيارة، والترحم على الموتى، واخذ الموعظة، وهم يرددون فيه أمداح نبوية لابن الخطيب وغيره. ويذهبون من طريق ويرجعون من أخرى. ويختمون حفلهم في الرجوع بمدخل القصر بالدعاء الصالح، لهم ولأبنائهم ولولاة الأمور ولكافة المسلمين،وينصرفون لمنازلهم لتبدأ مرحلة زيارة الأقارب. و صبيحة هذا اليوم يسجل الأطفال الصغار لبداية مرحلة الدراسة. فبعد إلباس الطفل ملابس جديدة (السلهام,الفوقية, الفرجية) يحمله احد أقاربه من الذكور فوق ذراعيه مع اللوح وآخر حاملا آنية من العسل وأخرى من السمن والخبز والمرق وآخرون والكل في موكب اتجاه المسجد وهم يرددون أبيات شعرية منها: باسم الله يا فتاح القلوب علمنا يا علام الغيوب. وعندما يدخل المسجد يقبل الصبي يدي الفقيه الذي يدعو له بالصلاح والفلاح والنجاح ويأكل شي من العسل والسمن، ثم جميع الحاضرين من المحضرة... أما المرق وجزء من الخبز فيأكله الحاضرون بالمسجد الدين يستعدون للخروج في موكبهم في اتجاه الزيارة.