تعمل بعض المواقع الإليكترونية على إجراء استطلاعات رأي تخص مواضيع متنوعة و مواكبة للمستجدات,الشيء الذي يطرح معه السؤال حول مدى مصداقية هذه الاستطلاعات و هل يمكن أخذ نتائجها بعين الاعتبار؟ تنطوي استطلاعات الرأي الإليكترونية على مجموعة من العيوب تجعل نتائجها-في نظرنا على الأقل- غير ذات أهمية,ونذكر من هذه العيوب: -بالنسبة مثلا لاستطلاعات الرأي حول أشخاص ما,يلاحظ فرض أشخاص بعينهم على القراء,في حين قد يكون هناك قراء معجبون بشخصيات أخرى لم تذكر أسماؤها في الاستطلاع,ورغم وجود عبارة "شخصيات أخرى'',فهي شخصيات غير محددة و مجهولة الهوية,مما يحرم بالتالي المعجبين بشخصية ما و الراغبين في التصويت عليها من حقهم في اختيار شخصيتهم المفضلة. -سهولة الولوج:سبق أن تطرقت في مقال سابق بعنوان" بعض عيوب الصحافة الإليكترونية",إلى مشكل سهولة الولوج,وهو مشكل حاضر بقوة في استطلاعات الرأي كذلك,إذ أن المواقع الإليكترونية مفتوحة في وجه الجميع,بما فيهم الأطفال و القاصرون,فكيف يمكن الأخذ برأي طفل-مثلا- صوت في استطلاع رأي حول موضوع أكبر منه و لا يفهم فيه شيئا؟ -إمكانية التصويت لأكثر من مرة:فرغم الإجراءات التقنية التي تضعها المواقع الإليكترونية تفاديا للتلاعب بنتائج الاستطلاع ومنعا للتصويت أكثر من مرة من نفس الجهاز,فإن ذلك لا يمنع من التصويت من أمكنة مختلفة و من نفس الشخص,سواء من مقاهي الإنترنت أو عن طريق "موديمات" مختلفة و مسبوقة الدفع,و في مقابل كل ذلك فإن هذا الإجراء نفسه,قد يحرم أشخاصا لهم أراء مختلفة من التصويت من نفس الجهاز. إن ما أثار استغرابي,هو أنه في الوقت الذي قام فيه موقع إليكتروني باستطلاع للرأي حول الشخصية الكفيلة بترأس الحكومة المقبلة,والذي لم تكن نتائجه تعبر سوى عن نسبة ضئيلة جدا من الشعب المغربي,قام موقع آخر باستطلاع للرأي حول المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها,فكانت نتائج الاستطلاع الذي لا زال جاريا,وبنسبة الأغلبية مع مقاطعة الانتخابات.