زار 20 دولة في 9 أشهر لجمع التبرعات "لا للشلل لا للإعاقة".. تحت هذا الشعار قطع الشاب السوري المعاق سليمان المعصراني نحو 22 ألف كم سيرا على الأقدام ضمن رحلة شملت 20 دولة لجمع التبرعات لصالح المعاقين ومرضى السرطان والإيدز. المعصراني الذي أصيب بشلل الأطفال، وهو في الرابعة من عمره قرر تكريس حياته وكل ما يملك لمساعدة المعاقين ومرضى السرطان في العالم العربي، بعد أن أجرى عدة عمليات جراحية مكنته من المشي طبيعيًّا إلى حد ما. لكن معاناة المعصراني -43 عاما- الحقيقية بدأت عندما تقدم لوظيفة عن طريق البريد الإلكتروني، وعند لقائه بمدير الشركة فاجأه بالقول: "لا أستطيع أن أوظف مشلولا". هذه الكلمة كما يقول المعصراني "كانت بمثابة صاعقة أصابتني فلم يكن في اعتقادي أن يوجه لي هذا الكلام من شخص يفترض فيه الحنكة، ويقود إحدى الشركات الهندسية بسوريا، مما أصابني بإحباط وكآبة شديدة". وتابع قائلا "ظللت أحدث نفسي أنه أصدر حكما أشبه بالإعدام، دون حتى أن يختبرني أو يناقشني أو يفسح لي مجالاً لاختبار كفاءتي الهندسية والتعرف على خبراتي". فما كان من المعصراني -الذي كان مصابًا في حينها بشلل نصفي في وجهه وشلل بقدمه اليسرى- أن اتخذ قرارًا بالعودة إلى منزله مشيًا على الأقدام، رغم أن المسافة بين الشركة والمنزل تبلغ 38 كم، واضعا كل غيظه وإحباطه في المشي، حتى شعر بنشوة لم يعتادها. واستطرد القول: "بينما وأنا أسير، أفاض الله عليّ من كرمه وهداني لضرورة أن أقوم بتغيير تلك النظرة الموحشة، والدونية للمعاق، ولأوضح أن له حقوقًا، وعلى المجتمع ألا ينقصه حقه كمواطن عادي ما دام يستطيع أن يؤدي العمل المطلوب منه".
عمل أكبر وفي صباح اليوم التالي، طالع المعصراني خبرًا عن اليوم العالمي للحركة؛ حيث ستقام بمناسبته مسابقة للمشي، برعاية منظمة الصحة العالمية في سوريا فقرر الاشتراك فيها. وتعرف خلال هذه المسابقة على ممثل منظمة الصحة العالمية بسوريا، والذي سأله عما يمكن أن يقدمه للأطفال المعاقين، فما كان من المعصراني إلا أنه قام بمشاركة عشرات الأطفال المعاقين، بجولة في الحدائق العامة لجمع القمامة التي يلقيها الأصحاء، ثم جولات أخرى لغرس الأشجار، ضمن خطة تهدف لدمجهم بالمجتمع. ومع ذلك ظل المعصراني يفكر في عمل أكبر، فقرر القيام برحلة على قدميه تشمل دولا عربية لجمع التبرعات لصالح المعاقين ومرضى السرطان والإيدز. وبالفعل بدأ رحلته من سوريا في فجر ال10 من أغسطس/آب 2005 منطلقًا باتجاه الأردن ومنها إلى السعودية، والإمارات وقطر والبحرين والكويت. ومن السعودية مجددًا عبر ميناء نويبع بمصر لينطلق على قدميه إلى القاهرة؛ حيث استقبل استقبالاً رائعًا، ليعود منها إلى سوريا. وبعد يومين فقط من عودته لوطنه، جاءته دعوة من إيران وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان، فقام بزيارتها عبر تركيا عدا أوزبكستان التي تعرض على حدودها لعملية سلب وضرب من قبل قطاع الطرق فاضطر للعودة. وخلال هذه الرحلات قطع المعصراني 22 ألف كم مشيًا على الأقدام في تسعة أشهر و14 يومًا لينفق كل ما يملكه من أموال، ورغم تكلفة هذه الرحلة إلا أنه يعتزم حاليا القيام برحلة لدول المغرب العربي وخاصة من الجزائر.