تتعدد المواقع الإلكترونية المتخصصة برفع ملفات الفيديو المختلفة، ويبرز بينها موقع اليوتيوب الذي تدور حوله العديد من المحاذير في العالم العربي، منها ما يتعلق بالجنس والنزعات العنصرية والطائفية. بعض الدول قامت، وفق تقارير صحافية، بجملات لمنعه، ودعوات أخرى لمقاطعته، لما يُعتقد أنه يبث أفكارا خاطئة تمس القيم المجتمعية والدينية. وموقع اليوتيوب أسسه ثلاثة موظفين سابقين في موقع PayPal دار حديث بينهم عن احتمال إنجاز مشاريع مستقبلية، تحول إلى واقع عملي عندما قام موقع Ebay بشراء موقع PayPal بمبلغ 1.35 بليون دولار، وعلى اثر ذلك تلقى الزملاء الثلاثة مكافأة مالية ساعدتهم على الانطلاق. وتمكن كل من جاويد كريم وستيف شين وتشاد هارلي خلال سنوات قليلة من إطلاق موقعهم الحلم خلال العام 2005، وحققوا أرباحا سنوية خيالية تقدر ب12 مليون دولار بالرغم من البدايات المتعثرة التي لحقت الموقع بعد حجبه عن بعض الدول مثل البرازيل، إيران، تايلند، المغرب، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. بيد أن حظر اليوتيوب لم يأت بفائدة كبيرة، فهناك العديد من الأساليب لفك تشفيره، وتبقى الرقابة الذاتية هي الرادع الحقيقي. شذى سعدون تستعمل "يوتيوب" بشكل يومي، لمتابعة "الكليبات" الغنائية التي يتم بثها بشكل كبير، وترى أن أكثر ما يلفت انتباهها تعدد الاختيارات الفنية. وتضيف شذى (23 عاما) أنها تتابع كل ما هو جديد في عالم الفن والغناء، إضافة إلى متابعة بعض حلقات المسلسلات التي تهتم بها. وتستدرك أن بعض تلك المواقع "تحتوي على العديد من "الكليبات" المسيئة للآداب"، مبنية أنها تتحاشى متابعتها، محيلة ذلك إلى "شخصيتها الفكرية والثقافية والدينية". وكانت إمارة دبي في دولة الإمارات أطلقت أخيرا حملة لمقاطعة موقع "يوتيوب"، الذي يعد أكبر مكتبة فيديو على شبكة الانترنت، لخطورة ما يبثه على الجيل الجديد واحتوائه على مشاهد جنسية، وأخرى تثير الفتن الطائفية، ومشاهد شاذة على المجتمعات العربية. وجاءت الحملة التي أطلقها قائد شرطة دبي ضاحي خلفان بعد أيام من اكتشاف فيلم كرتون إسرائيلي على الموقع، يسيء للإسلام والإمارات، ويصور المسلمين كإرهابيين. ومن المرجح أن تتطور الحملة، وفق تقرير بث على موقع العربية نت الأسبوع الماضي، إلى مقاطعة مواقع أخرى على غرار "الفيسبوك". محمد عمر (34 عاما) الذي يستعمل موقع اليوتيوب في بعض الأحيان لمشاهدة البرامج الدينية، يجد فيه وسيلة سريعة للوصول إلى كل ما يهمه ويفيده. ويؤشر إلى مساوئ الموقع المتمثلة ب"عدم استعمال مبادئ معينة في إزالة المشاهد الفاضحة والمخلة بالآداب"، إضافة إلى "الهجوم الكبير الذي يشنه البعض على المقدسات والرموز الدينية". وفي التقرير ذاته، الذي نشر على موقع العربية نت، كان مدير شرطة دبي خلفان أكد أن اليوتيوب "يبث أفكارا خاطئة، وأخرى تمس المعتقدات الدينية"، مشيرا إلى أن ما يعرضه "قد يخلق جيلا حاقدا خلال 10 سنوات". إلا أن عمر يقلل من جدوى الحجب أو الإغلاق النهائي، لافتا في المقابل إلى أن ثمة استخداما صحيحا لتلك المواقع "تراعي المقدسات"، مؤشرا على بعضها ب"اليوتيوب الإسلامي". الناشطة في مجال تكنولوجيا المعلومات وثقافة الإنترنت هناء الرملي ترى أن العديد من مستخدمي المواقع الإلكترونية "لهم أساليب خاصة بهم في تجاوز المواقع المحجوبة" عبر "البروكسيات" وما إلى ذلك. وتؤكد الرملي أن اليوتيوب كان ممنوعا في العديد من الدول العربية في السابق من بينها سورية، إلا أن مستخدمي الإنترنت تمكنوا من تجاوز الحجب بوسائلهم الخاصة، مشيرة إلى أن عملية حجب الموقع "غير مجدية أبدا". وتفضل في سبيل الرد على الانتهاكات التي يبثها اليوتيوب في الإساءة إلى الأديان السماوية وعبر المشاهد الجنسية الإباحية، أن يتم "فتح باب النقاش مع شركة اليوتيوب ودعوتها لعدم السماح بإدراج هكذا مشاهد". وتلفت إلى أنه يجب تحذيرهم من أن تلك المشاهد "تخلق أجواء من العنصرية والكراهية مع خطر ضياع القيم الأخلاقية، وخصوصا لدى الفئات العمرية الصغيرة". وتخلص إلى أنه لا يوجد شيء يمنع أي مستخدم على الإنترنت من الوصول إلى ما يريده من مشاهد إباحية أو إلى أفلام تحرض على العنصرية، داعية في المقابل إلى "ثقافة انترنت تزرع في عقول الناس وترشدهم إلى الاستعمالات السليمة للإنترنت".